كتاب مقدمات في المنهاج بقلم عبد السلام ياسين
2022-05-25
خصص الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله كتاب "مقدمات في المنهاج" للمفاهيم التي يعبر بها عن فكرته ومشروعه، فوعيا منه بأهمية المفهوم والنسق المفهومي، حرص على تعريف القارئ بمفاهيمه حتى يسهل التواصل مع قرائه. فالمفاهيم مقدمة للمضامين التي تحمل مشروعه التربوي والفكري والسياسي الذي يدعو إليه، وبذلك سعى لبناء جسر مفاهيمي لتيسير الفهم على قارئ مشروعه.
فقد عنون رحمه الله الفصل الأول بـ"مفاهيم"، وعرَّف فيه بثلاثة مفاهيم أساسية في نظريته، وهي: "اقتحام العقبة"، و"الرحمة والحكمة" و"النداء والاستجابة"، وخصص الفصل الثاني لمفهوم "منهاج"، والثالث لمفهوم "اقتحام العقبة إلى الله عز وجل".
قال في مقصد تأليفه: "ما زال أئمتنا رحمهم الله يصدرون كتبهم بفقرات يوضحون فيها مقاصدهم ومصطلحهم ليكون القارئ على بيِّنة من المسار المطلوب (...) وأرى، أنا العبد العاجز، أن التفاهم بيني وبين قرائي الأعزاء أزداد عنه عجزا إن لم أقدم المفاهيم الرئيسية التي تشكل الحبل المنهاجي الحامل لمضمون ما أريد تبليغه بحول الله. رأس هذه المفاهيم العبارة المقتبسة من سورة البلد: "اقتحام العقبة" إلى الله عز وجل.
"...اقتحام العقبة إذن تحرك إرادي تتعرض له العقبة فتمانعه ويغالبها حتى يتم الاقتحام. حركة الفرد المؤمن في سلوكه إلى الله عز وجل، وحركة الجماعة المجاهدة في حركتها التغييرية، وحركة الأمة في مسيرتها التاريخية" .
لقد كان الإمام رحمه الله واعيا بأن التحدي في التواصل العلمي والفكري بين المفكرين الإسلاميين يبدأ بالقدرة على "تقديم رؤية واضحة للواقع الحاضر المتقلب المستعصي على التغيير، ثم قدرتهم على تقديم رؤية واضحة لأهداف الإسلام في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية وفي كل الميادين، ثم خاصة قدرتهم على انتزاع إمامة الأمة من الأيدي المتسلطة، ومن الأفكار الإيديولوجية التي تبرر واقعا حاضرا أو تبشر بمستقبل يزيغ بالأمة عن طريقها إلى موعود الله لها بالخلافة في الأرض والسيادة والعزة" .
ونبه بقوة وتركيز إلى آفات الاستسلام والقعود والاستقالة، وأسبابها الذاتية والموضوعية المانعة من التحرر والبناء والاستقلال، والتي تتجلى في:
الأنانيات: وهي كل ما يشغل الفرد عن اتباع الهدى من نفسه وشهواته، أو أمواله، أو جاهه الاجتماعي، أو وظيفته، إلى ما شابه ذلك.
الذهنيات: وهي كل ما يجانب الوعي السليم من خرافية، وجبرية، وجهل، وتضليل إيديولوجي.
العادات: وهي التصاق بالمألوف الساكن، وبالترف، ورضى بالواقع، وخنوع موروث....
فكلما تمكنت هذه الآفات الثلاث من النفوس أصابتها الفتنُ المانعة عن اقتحام العقبات، وفقدت حريتَها، وتحولت الأمة إلى كيان ضعيف مفتون، إذ "مادامت هذه المعاني الفتنوية جاثمة في النفوس، قابعة في العقول، مفروضة في الواقع، فما للإنسان إلا حرية الجبناء، ما له إلا القناعة بالأمن المهين، أمن الرعية التي لا كلمة لها ولا شأن ولا رأي. مع الذهنيات البليدة، والأنانيات الانفرادية، والعادات المكدسة ما للإنسان إلا أن يرضى بوجود الجماد والحيوان الداجن، يتصرف فيه غيره، تفكر له الدولة، ترعاه، تُدلِّلُـه إن كان منها وإليها وتغنيه، أو تهدي إليه وعودا وتزف له أناشيد وطنية. بضاعة في السوق لا إنسان حر فاعل" .
فقد عنون رحمه الله الفصل الأول بـ"مفاهيم"، وعرَّف فيه بثلاثة مفاهيم أساسية في نظريته، وهي: "اقتحام العقبة"، و"الرحمة والحكمة" و"النداء والاستجابة"، وخصص الفصل الثاني لمفهوم "منهاج"، والثالث لمفهوم "اقتحام العقبة إلى الله عز وجل".
قال في مقصد تأليفه: "ما زال أئمتنا رحمهم الله يصدرون كتبهم بفقرات يوضحون فيها مقاصدهم ومصطلحهم ليكون القارئ على بيِّنة من المسار المطلوب (...) وأرى، أنا العبد العاجز، أن التفاهم بيني وبين قرائي الأعزاء أزداد عنه عجزا إن لم أقدم المفاهيم الرئيسية التي تشكل الحبل المنهاجي الحامل لمضمون ما أريد تبليغه بحول الله. رأس هذه المفاهيم العبارة المقتبسة من سورة البلد: "اقتحام العقبة" إلى الله عز وجل.
"...اقتحام العقبة إذن تحرك إرادي تتعرض له العقبة فتمانعه ويغالبها حتى يتم الاقتحام. حركة الفرد المؤمن في سلوكه إلى الله عز وجل، وحركة الجماعة المجاهدة في حركتها التغييرية، وحركة الأمة في مسيرتها التاريخية" .
لقد كان الإمام رحمه الله واعيا بأن التحدي في التواصل العلمي والفكري بين المفكرين الإسلاميين يبدأ بالقدرة على "تقديم رؤية واضحة للواقع الحاضر المتقلب المستعصي على التغيير، ثم قدرتهم على تقديم رؤية واضحة لأهداف الإسلام في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية وفي كل الميادين، ثم خاصة قدرتهم على انتزاع إمامة الأمة من الأيدي المتسلطة، ومن الأفكار الإيديولوجية التي تبرر واقعا حاضرا أو تبشر بمستقبل يزيغ بالأمة عن طريقها إلى موعود الله لها بالخلافة في الأرض والسيادة والعزة" .
ونبه بقوة وتركيز إلى آفات الاستسلام والقعود والاستقالة، وأسبابها الذاتية والموضوعية المانعة من التحرر والبناء والاستقلال، والتي تتجلى في:
الأنانيات: وهي كل ما يشغل الفرد عن اتباع الهدى من نفسه وشهواته، أو أمواله، أو جاهه الاجتماعي، أو وظيفته، إلى ما شابه ذلك.
الذهنيات: وهي كل ما يجانب الوعي السليم من خرافية، وجبرية، وجهل، وتضليل إيديولوجي.
العادات: وهي التصاق بالمألوف الساكن، وبالترف، ورضى بالواقع، وخنوع موروث....
فكلما تمكنت هذه الآفات الثلاث من النفوس أصابتها الفتنُ المانعة عن اقتحام العقبات، وفقدت حريتَها، وتحولت الأمة إلى كيان ضعيف مفتون، إذ "مادامت هذه المعاني الفتنوية جاثمة في النفوس، قابعة في العقول، مفروضة في الواقع، فما للإنسان إلا حرية الجبناء، ما له إلا القناعة بالأمن المهين، أمن الرعية التي لا كلمة لها ولا شأن ولا رأي. مع الذهنيات البليدة، والأنانيات الانفرادية، والعادات المكدسة ما للإنسان إلا أن يرضى بوجود الجماد والحيوان الداجن، يتصرف فيه غيره، تفكر له الدولة، ترعاه، تُدلِّلُـه إن كان منها وإليها وتغنيه، أو تهدي إليه وعودا وتزف له أناشيد وطنية. بضاعة في السوق لا إنسان حر فاعل" .