بعد فترة وجيزة من وفاة السيد سعيد بن سلطان، حاكم عمان وتوابعها في شرق افريقيا عام 1856، أصبحت الحرب وشيكة بين ولديه، الراحل السيد ثويني الذي كان قد ورث حكم عمان،
والراحل السيد ماجد الذي ادعى بزنجبار والجزر المجاورة والمستوطنات العربية في الأراضي المحاذية. وحال التدخل الودي لحكومة بومباي دون نشوب حروب فعلية فاتفق الأشقاء المتنافسون على عرض خلافاتهم إلى تحكيم اللورد كاننغ الذي كان نائب الملك في الهند والامتثال لقراره. وكإجراء أولى تم تعيين لجنة مكونة من العميد السير وليام كوكلان وعضويتي لأجل حل القضايا المتنازع عليها، وهو واجب كان ينطوي على إجراء مقابلات شخصية مع السيدين في كل من مسقط وزنجبار. وبينما كانت هذه اللجنة مشغولة بمهمتها في المكان الأول عام 1860 قدم لي السيد ثويني المخطوطة الأصلية من كتاب. (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين) لمؤلفه حميد بن محمد بن زريق. يضم هذا العمل حوليات عمان منذ ظهور الإسلام حتى فترة متأخرة وهو في اعتقادي عمل فريد غني بالأخبار. أما السجلات المحلية التي تم تجميع الأجزاء الأولى منها – التي فيما لو كانت قد وقعت فعلا في متناول أيدي مؤلفين أجانب – فإنها لم تستخدم من قبلهم، حسب علمي، لا في الشرق ولا في الغرب. علاوة على ذلك، شحة المعلومات من المصادر الأخرى التي تخص عمان في العصور الغابرة. فأبرز المؤرخين العرب مثل أبي الفضل والبلاذري والطبري وابن خلدون وغيرهم لم يساهموا إلا بالقليل من الملاحظات العرضية عن البلد سواء قبل أو بعد ذلك.