كتاب مقدمة في التنجيم وحكمه في الإسلام للمؤلف إلياس بلكا قد يتساءل القارئ عن أي عصر ينتمي إليه هذا المؤلف وصاحبه فإن التنجيم ظاهرة قديمة جداً وإذا كان في ماضي البشرية وطفولتها ما يسوغ قيام هذا الفن وما يدفع إلى الاعتقاد به والتصديق بمضامينه فإن حال الناس اليوم مختلف فقد ظهر العلم الحديث وحقق إنجازات ضخمة خصوصاً في
مجال علم الفلك واستكشاف الفضاء ووصل الإنسان إلى كثير من الكواكب كالقمر والمريخ ودرسها بين مكوناتها وبذلك حطم الأوهام القديمة حولها فمن بعد هذا كله يهتم بالتنجيم وآثار النجوم على حياتنا أو يصدق بشيء من هذه الأساطير والخرافات؟؟ إن هذا السؤال وجيه مقبول إذا طرحه المثقف العادي لكنه ليس كذلك عند أهل الاختصاص من علماء النفس والاجتماع والانثروبولوجيا ونحوهم ممن يدرس السلوك النفسي والفكري للإنسان المعاصر إذ بالنسبة لهؤلاء يعتبر وجود التنجيم وانتشاره مسألة بديهية لا تناقش وذلك لأن في هذا الموضوع ناحيتين متمايزتين: -الأولى: اهتمام الإنسان المعاصر بالتنجيم ونحوه من الفنون الخفية كالعرافة والسحر والكيمياء القديمة فهذا الاهتمام ثابت تؤكده كثير من الدراسات النظرية والأبحاث الميدانية واستطلاعات الرأي. -الثانية: تفسير هذا الاهتمام المتزايد بالتنجيم وذلك أن العلماء والمفكرين وإن اتفقوا على حقيقة انتشار التنجيم والمنجمين في الحضارة الحديثة إلا أنهم يضطربون في تفسير هذه الظاهرة ويحارون في تعليلها خصوصاً أهل العلم من الغربيين حتى أنهم يعتبرون أن فهم هذه الظاهرة يشكل أحد أهم التحديات والأسئلة المطروحة على العلوم النفسية والاجتماعية. وهنا يأتي دور الإسلام الدين الخاتم ليكشف لنا عن الصواب والخطأ في هذا الفن الذي هو التنجيم ويقدن لنا العقيدة الصحيحة في الموضوع وليرشدنا أيضاً إلى حقيقة علاقتنا بهذا الكون الفسيح بما فيه من سماوات وكواكب ونجوم.
