كتاب مكان وسط الزحام بقلم عمار علي حسن.."أدخلت نفسى المدرسة، ليخرجنى أبى منها بعد خمس سنوات، فيعيدنى أحد المدرسين إليها، برغبة منى، ولو أن عزيمته تراجعت فى إرجاعى، أو استسلمت أنا لضغط أبى، لتغيير مسار حياتى تماما، فلم أزد عن أكون أجيراً ينكسر ظهره فى حقول الفلاحين تحت الشمس المستعرة، أو عامل تراحيل يجلس على قارعة الطريق فى مدينة متوحشة فى انتظار من يشير إليه بطرف إصبعه، فيهب مسرعا إليه، ليجد ما يضعه فى قعر جيبه، ويملاً به بطنه، بينما ابتسامة خجلى تجرح شفتيه المقددتين من طول الانتظار والأسى"
هذه تجربة في الانتصار على الشدائد، بطلها كاتبها، الذي كان طفلا شبه متوحد، متعثر دراسيا، ثم لم يلبث أن تفوق ليشق طريقه في التعليم إلى نهايته، ويكون بوسعه أن يحكي لنا الآن كيف واجه الفقر واليأس والغربة والوقوف على مشارف الموت مرات، وكذلك تجاربه في الأدب والفلاحة والصحافة والبحث العلمي والحب والجندية والدراسة والصداقة، والكفاح من أجل الحرية والإبداع، والترقي في العيش.