كتاب ملحمة الإسلام في الهند بقلم عدنان علي رضا النحوي..انطلقت هذه الملحمة من أبيات نظمتها في وصف " تاج محل " أثناء زيارتي له سنة 1406هـ 1986م . ولقد تكررت زياراتي للهند ، فاطلعت على معالم أخرى فيها ، في أورانج أباد وحيدر أباد وكهنؤ وكشيمر وغيرها . من خلال هذه الزيارات رأيت عظمة التاريخ الإسلامي في الهند ، وجلال رسالة الإسلام تنشر في ربوع هذه الأرض الواسعة أكرم معاني الخير والحق ، وأجلّ صور الإحسان ، والصدق ، وأطهر معاني الإنسانية ، لا تحمل زيفاً ولا كذباً . ويزيد الصورة عمقاً وإشراقاً ، حين تلتقي على الأرض نفسها أبشع ما عرفه الإنسان من وحشية وفتك وظلم ، يحمله عدوان الدول الغربية كالبرتغال وفرنسا و إنجلترا وغيرها ، ولتتولّى كبْر تنفيذ هول المجازر الظالمة في المسلمين ولعلمائهم وقادتهم ، ولتنشر إنجلترا أسوأ ما عرفه الإنسان من غدر وكذب وكيد . صورتنا متقابلتان : الحق تحمله رسالة الإسلام بكلّ جلالها وعدلها ، والباطل تحمله القوى العدوانية بكل وحشيّتها وظلمها وفسادها .
ومع هذا الامتداد ، أخذت الأبيات الشعرية التي نظمتها في " تاج محل " تمتدّ كذلك ، حتى استعرضت أهم مواقف تاريخ الهند المسلمة ، فكانت هذه الملحمة الشعرية بأبياتها التي تبلغ ثلاثمائة وستة وثلاثين بيتاً .
وقد قسمت الملحمة الشعرية إلى موضوعات جزئية ، تتصل مع بعضها لتكوّن هذه الملحمة . وأهم عناوين هذه الموضوعات : تاج محل ، آلهة خرساء وقطعان عمياء ، امتداد نور الإسلام ورسالته إلى الهند ، زحف المغول على العالم الإسلامي ودخولهم في الإسلام ، دولة المغول المسلمة في الهند ، زحف العدوان الغربي على الهند المسلمة والعالم الإسلامي ، السلطان تيبو وجهاده ضد الاحتلال البريطاني ، السلطان سراج الدين بهادر شاه وجهاده ، لآلئ الهند وسحر جمالها ، غضبة الهند لسقوط الخلافة الإسلامية ، الهند المسلمة وفلسطين ، خروج الإنجليز وتقسيم الهند ، طلائع النصر .
بالإضافة إلى هذه العناوين الشعرية ، فإن الملحمة تضم بحثاً نثرياً يستعرض أهم معالم تاريخ الهند ، لتكون تمهيداً للقارئ الكريم ، وتعريفاً له بأهم المعلومات التي تساعد على متابعة الملحمة الشعرية .
ولا بدّ أن أشير هنا إلى أن هذه الملحمة الشعرية ، مثل غيرها من الملاحم التي سبقتها لا تخضع للمفهوم اليوناني الوثني القديم في معنى الملحمة . ولكنها تتبع التصور النابع من المعاني الإيمانية للملحمة كما وردت في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن معانيها في المعاجم ، ومن التصور الذي عرضته في بعض المقالات عن ذلك ، وفي مقدمة ملحمة الأقصى ، وفي كتابي الأدب الإسلامي إنسانيته وعالميته .
ولا تبتدئ الملحمة الشعرية بأوّل التاريخ الإسلامي للهند ، أو بأول تاريخ الهند الوثني القديم ، بل تبتدئ بوقفة في " تاج محل " الذي يضمّ قبرين لشاه جهان ولزوجته ممتاز ، اللذين جمع بينهما الحبُّ الكبير في ظلال الملك وأنداء الحياة . وتاج محل إحدى عجائب الدنيا يقصده السائحون من كلّ أنحاء الدنيا لجماله وفنّه . ومن هذه الوقفة تنطق الملحمة في التاريخ الإسلامي العظيم للهند إلى ما قبل تاريخ شاه جهان ، وإلى ما بعده ، حتى تقسيم الهند ، وخروج الإنجليز منها .يقع الكتاب في (204 صفحة ) من الحجم الوسط .