كتاب من معالم الرحمة بقلم أحمد بن عبدالرحمن الصويان..المحروم كل الحرمان من قسا قلبه؛ فلم تدمع عينه لرؤية منكوب، ولم يتحرك قلبه لنجدة ملهوف... المحروم كل الحرمان من لم يذق حلاوة مسح رأس اليتيم، ولذة الإحسان إلى الأرملة والمسكين.. المحروم كل الحرمان من أكلته الأثرة والأنانية، ولم يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، قال مالك بن دينار: (ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم). الدعوة إلى الرحمة دعوة لصياغة المجتمع صياغة ربانية، وتربيته على هدي النبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم. الدعوة إلى الرحمة دعوة لاستنقاذ الإنسان من عبودية المادة وبريقها الزائف، بل هي دعوة لإطلاق سراح هذا الإنسان من عبوديته للإنسان.
الدعوة إلى الرحمة دعوة لترقيق القلب وإشاعة الرأفة والألفة في المجتمع. إنها دعوة للدخول إلى ميدان السعادة من أوسع أبوابه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُنزع الرحمة إلا من شقي). إنها دعوة للاهتداء بهدي أولئك الأبرار - رضي الله عنهم - الذين وصفهم ربنا - سبحانه وتعالى - بقوله: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" [الفتح: 92] ؛