كتاب موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث
تأليف : توفيق يوسف الواعي
النوعية : العلوم الاسلامية
كتاب موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث بقلم توفيق يوسف الواعي..(موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث) التي صنّفها الدكتور توفيق يوسف الواعي جديرة باسم الموسوعة، فهي تتكون من خمسة مجلدات كبيرة الحجم إذ يربو عدد صفحاتها جميعاً على 2500 صفحة. وما من ريب في أن إعداد الموسوعة تطلب جهداً ضخماً في البحث والتقصي باعتبار العمل ريادياً غير مسبوق في حدود اطلاعي المتواضع،
بهذا الشمول على الأقل. فهؤلاء الذين قدموا حياتهم في الذود عن دينهم –نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحداً- ينتمون إلى شتى بقاع الإسلام، وتتباين سنوات استشهادهم ما بين عمر المختار مثلاً 1932م ويحيى عياش في عام2002م.ونحن نشير إلى صعوبة التنقيب عن حياة هؤلاء الأبطال فالمعلومات عنهم مبعثرة في بطون الكتب وفي ثنايا الصحف والمجلات المختلفة.
يستهل المؤلف موسوعته بمقدمة تطرق الحديث فيها إلى قيمة الاستشهاد في حياة الأمة ويخص العمليات الاستشهادية بحديث مسهب لما أنتجته من رعب في قلوب الأعداء الصهاينة الذين وصفهم الحق عز وجل بأنهم أحرص الناس على حياة أي حياة!! ثم توسع الدكتور الواعي في الكلام عن تقنيات الاتصال الحديثة بما لها وما عليها، وبخاصة استغلال العدو الصهيوني لها في تتبع آثار المجاهدين بما أتاح له استهداف عدد غير قليل منهم بالرغم من حرص هؤلاء وذكائهم وتفننهم في التخفي.وهو يستثني البريد الإلكتروني من تلك التقنيات القاتلة أحياناً، لأنه يهيئ للمرء قدرة فائقة على حجب هويته ومكانه ولا سيما أنه يبادر إلى مغادرة الموقع الذي أرسل منه رسالته أو يقفل حاسوبه فيغدو تقصي أثره مهمة صعبة على العدو المتربص به وبأمثاله.
إلا أن النقد الأكبر الذي يمكن توجيهه لهذا العمل المهم، عدم بيان المنهج الذي سار عليه صاحب الموسوعة في ترتيب الأسماء التي يعرضها، فلا هو اتخذ التسلسل الزمني أساساً، ولا هو اعتمد التقسيم الجغرافي مثلاً ليكون شهداء كل بلد في موضع واحد، كما كان في وسعه السير على ترتيب الأسماء بحسب الحروف الهجائية التي تبدأ بها أسماؤهم فتخلص من الحرج وييسر على القراء مهمة البحث والمتابعة.فعدم اتباع منهج محدد وواضح يجعل عملية البحث عن اسم محدد يود القراءة عنه يجعلها عملية عسيرة قد تضطره إلى استعراض فهرس كل جزء من الأجزاء الخمسة على حدة.
ولعل ذلك الخلل متعمد بتأثير النّفَس الحزبي الذي يكشف نفسه بنفسه منذ اللحظة الأولى، حيث جعل المؤلف اسم الشيخ حسن البنا رحمه الله تعالى أول اسم في الموسوعة، مع أنه ليس الأسبق زمنياً في رحيله عن دنيانا الفانية، فهنالك عمر المختار وعز الدين القسام رحمهما الله قد استشهدا قبل البنا بسنوات.بل إن الشاب سليمان الحلبي قد لقي وجه ربه في عام1800م بعد أن خلّص الأمة من الغازي الحقود كليبر خليفة المجرم نابليون بونابرت في احتلال مصر.
وكذلك فعل المؤلف في الأسماء العشرة التي وردت بعد اسم حسن البنا فجميعهم من جماعة الإخوان المسلمين مع أن تواريخ وفياتهم متفاوت بين البنا 1949م والشيخ أحمد ياسين 2004م!!
ولو أن المؤلف أبان لنا منهجه لأفاد الباحثين الجادين الراغبين في استكمال موسوعته أو الإضافة الموضوعية إليها فهي في وضعها الراهن تركز على مصر وبلاد الشام وهذا أمر قد يفسره سهولة الحصول على معلومات عنهم لكن عملاً كهذا يمكن أن يضيف إليه المؤلف أو سواه أسماء كثيرة من بلاد بعيدة جغرافياً إذا بذل الجهد اللازم أو ناشد المثقفين المسلمين أن يمدوه بما لديهم من أسماء وما يتعلق بها من معلومات .
ويبقى للواعي فضل المبادرة على ما اعتورها من ملاحظات ويمكنه تنقيحها في طبعة جديدة تعتمد منهجاً معيناً لترتيب الأسماء وتضاف إليها أسماء أخرى غابت عنها حتى الآن.