كتاب ناريسا ملحمة عشق ودماء بقلم ميرفت البلتاجي ....كصمت القبور تنعق فوقها الغربان المحلقة... ولو كانت النظرات تسن لها الحروب، لكانت حروب عالمية دارت وأبادت الأرض ومن عليها مرات.صرختها كانت الضربة القاضية التي أهالت التراب على كرامته في ضريح بدون شاهد.دارت مباراة غير معلنة لحبس الأنفاس عندما دوت أصداء كلمة
(الدم) في الآذان... ترقبوا......صرخت تقاومه باستماتة، تحاول دفعه تارة، ونزع ذراعها من بين أصابعه المطبقة عليها تارة أخرى... وصلت من الذهول لدرجة أنها ظنت كل ما يحدث حلم، لا يمكن أن يكون حقيقة... ووبخت نفسها لانسياقها خلف أهواء نفسها المريدة العاصية، لماذا لم ترض بقدرها، مثل كل فتاة صعيدية خاضعة، لماذا كانت مطالبها أعلى بكثير من سقف طموحاتها الذي أحنى ظهرها، وها هي على وشك الوأد حية بيد من ظنته يومًا خلاصها...سالت دموعها تتوسل خاطفها ربما رق قلبه...ولكنه في كل مرة يسمع توسلها، يزيد من ضغطه على مرفقها، وكأنه يؤكد لها أنه لن يتركها أبدًا»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»:«يا صاحبة الدمعة على الأهداب... افتحي عينيك، وأعطيني الإشارة فقط لأحطم من أجلك كل ما هو موصد بيننا من أبواب»أمسك طرف جلبابه وصعد للدور العلوي يطوي الدرج مثنى ورباع...اقتحم الباب فارتطم بالحائط من قوة اندفاعه... كانت جالسة على فراشها ظهرها للباب... التفتت لتفزع من منظره وهو يدفع الباب بقدمه ويهجم عليها...وقبل أن تدرك نيته كان يسدحها على الفراش وينهال عليها بالصفعات...لم تحاول دفعه...لم تقاوم... كانت تدفع ثمن خطيئتها التي لا يعرفهالتبدأ المعركة الأزلية...تشهد عليها عيون الذئاب، عيون لم تعرف الندم على طبيعتها المفترسة، وهي إنما تتبع غريزة البقاء، يراقبون في حيرة وحشية وحوشًا يسمون بين المخلوقات (بني آدم)، كرمه المولى بالعقل، فغلبته غريزته، لوث فطرته وتبع شيطانه. نسمعه عواء وهو في الأصل نواح وبكاء، غضوا أبصارهم وبحثوا عن جحور يختبئون فيها بعيدًا عن رائحة الدماء، التي أسفكت تروي الأرض الجدباء العطشى. طار فوق الرؤوس غراب ينادي بنعيقه: «لقد تعبت من تعليمكم ولا تتعظون!»شعر بقلبه يعلن العصيان...ليالٍ طويلة يطالبه بحقه في العشق... يسأله بأنين كيف ستعيش في عالم الأحياء بدون أن تخفق بإحساس حرمته على نفسك!!؟؟؟ إن كنت ستكتفي بالعيش حيًا ميتًا بدونها...سأعلن عصياني... بدونها سأحرمك حق الحياة«