كتبت المحاضرات التالية في عام 1915 وألقيتها في أوائل عام 1916 وكنت أمل أن أعيد كتابتها بإفاضة بحيث تصبح أكثر ملائمة للموضوع الذي تعالجه لولا أعمال كانت أولى بالإنجاز إستغرقت معظم وقتي وصرفتني عن ذلك الأمل الذي أرى أن فرصة إنجازه لا تزال بعيدة التحقيق.
والمقصود من هذه المحاضرات هو إقتراح فلسفة سياسية تقوم على ما أعتقده من أن النزعات أبعد أثرا في تكييف حياة الإنسان مما قد يقصده عن وعي وتفكير ومعظم النزعات نوعان: نزعات إقتنائية وأخرى إنشائية. فإذا كانت"النزعة" تهدف إلى إقتناء شئ أو الإحتفاظ بشئ لا يمكن أن تكون ملكيته مشتركة فهي نزعة إقتنائية، وإذا كانت النزعة ترمي إلى خلق شئ ثمين من معرفة أو فن أو خير مثلا. وجميعها أشياء ليس فيها ملكية خاصة فهي نزعة إنشائية. وعندي أن أسمى أنواع الحياة هي التي تقوم في غالب أمرها على النزعات الإنشائية وأسوؤها ما يقوم على حب التملك. والأنظمة السياسية ذات أثر عظيم في ميول الناس ولهذا وجب تكييفها بحيث ترتقي بالنزعات الإنشائية على حساب النزعات الإقتنائية.