كتاب نهاية عالم

كتاب نهاية عالم

تأليف : بيير بورديو

النوعية : السياسة

حفظ تقييم

كتاب نهاية عالم بقلم بيير بورديو..تشكّل مقولة "اقتصاد السوق"، المسيطرة عملياً ونظرياً على المستوى الكوني، المرجع الرئيسي للعالم الذي نعيش. وتبدو هذه المقولة وقد استبعدت، ظاهرياً، السياسة والإيديولوجيا، موضوعية، بل تعبيراً عن "علم خالص" شديد الموضوعية. ويمتلك السوق في هذه المقولة، عقلاً خاصاً به، يصحح أخطاء السوق ويمنع عنه عثراته، ويلبي، لزوماً، حاجات الناس، دون الإضرار بهم على الإطلاق. وبسبب "عقلانية السوق"، التي هي صورة أخرى عن علم اقتصادي عقلاني، فإن العالم كله يسير نحو سوق متجانس عالمي، يؤمّن حاجات البشر دون تمييز.



وهذا "السوق العاقل"، وقد سيطر وتعمّم، يفرض على الظواهر الاجتماعية المختلفة أن تكون تابعة له، فتخضع الثقافة والفن لمنطق السوق، وتمارس السياسة دورها بما يحفظ "استقلال" السوق و"عقلانيته".

تمثّل هذه الوقائع، مرحلة جديدة من مراحل الرأسمالية العالمية المنتصرة، مع فرق أساسي، هو أن كل مرحلة جديدة تحمل معها المزيد من الثراء والسيطرة لطرف معين والفقر والحصار لطرف آخر.

كتاب نهاية عالم بقلم بيير بورديو..تشكّل مقولة "اقتصاد السوق"، المسيطرة عملياً ونظرياً على المستوى الكوني، المرجع الرئيسي للعالم الذي نعيش. وتبدو هذه المقولة وقد استبعدت، ظاهرياً، السياسة والإيديولوجيا، موضوعية، بل تعبيراً عن "علم خالص" شديد الموضوعية. ويمتلك السوق في هذه المقولة، عقلاً خاصاً به، يصحح أخطاء السوق ويمنع عنه عثراته، ويلبي، لزوماً، حاجات الناس، دون الإضرار بهم على الإطلاق. وبسبب "عقلانية السوق"، التي هي صورة أخرى عن علم اقتصادي عقلاني، فإن العالم كله يسير نحو سوق متجانس عالمي، يؤمّن حاجات البشر دون تمييز.



وهذا "السوق العاقل"، وقد سيطر وتعمّم، يفرض على الظواهر الاجتماعية المختلفة أن تكون تابعة له، فتخضع الثقافة والفن لمنطق السوق، وتمارس السياسة دورها بما يحفظ "استقلال" السوق و"عقلانيته".

تمثّل هذه الوقائع، مرحلة جديدة من مراحل الرأسمالية العالمية المنتصرة، مع فرق أساسي، هو أن كل مرحلة جديدة تحمل معها المزيد من الثراء والسيطرة لطرف معين والفقر والحصار لطرف آخر.

عالم اجتماع فرنسي وأحد أبرز المراجع العالمية في علم الاجتماع. بدأ نجمه يبزغ بين المتخصصين انطلاقًا من الستينيات بعد إصداره كتاب الوَرَثة (مع جون-كلود باسرون) وكتاب إعادة الإنتاج (مع المؤلف نفسه)، وخصوصا بعد صدور كتابه التمييز/التميُّز في نهاية السبعينيات ؛ وازدادت شهرته في آخر حياته بخروجه في مظاهرا...
عالم اجتماع فرنسي وأحد أبرز المراجع العالمية في علم الاجتماع. بدأ نجمه يبزغ بين المتخصصين انطلاقًا من الستينيات بعد إصداره كتاب الوَرَثة (مع جون-كلود باسرون) وكتاب إعادة الإنتاج (مع المؤلف نفسه)، وخصوصا بعد صدور كتابه التمييز/التميُّز في نهاية السبعينيات ؛ وازدادت شهرته في آخر حياته بخروجه في مظاهرات ووقوفه مع فئات المحتجين والمضربين. اهتم بتناول أنماط السيطرة الاجتماعية بواسطة تحليل مادي للإنتاجات الثقافية يَكفُل إبراز آليات إعادة الإنتاج المتعلقة بالبنيات الاجتماعية، وذلك بواسطة علم اجتماعي كلي يستنفر كل العتاد المنهجي المتراكم في مختلف مجالات المعرفة عبر التخصصات المتعددة.وانتقد بورديو تغاضي الماركسية عن العوامل غير الاقتصادية، إذ أن الفاعلين المسيطرين، في نظره، بإمكانهم فرض منتجاتهم الثقافية (مثلا ذوقهم الفني) أو الرمزية (مثلا طريقة جلوسهم أو ضحكهم وما إلى ذلك). فالعنف الرمزي (أي قدرة المسيطرين على حجب تعسف هذه المنتجات الرمزية و، بالتالي، على إظهارها على أنها شرعية) دور أساسي في فكر بيير بورديو. معنى ذلك أن كل سكان سوريا، مثلا، بما فيهم الفلاحون سيعتبرون لهجة الشام مهذبة أنيقة واللهجات الريفية غليظة جدًّا رغم أن اللهجة الشامية ليست لها قيمة أعلى بحد ذاتها. وإنما هي لغة المسيطرين من المثقفين والساسة عبر العصور وأصبح كل الناس يسلّمون بأنها أفضل وبأن لغة البادية رديئة. فهذه العملية التي تؤدي بالمغلوب إلى أن يحتقر لغته ونفسه وأن يتوق إلى امتلاك لغة الغالِبين (أو غيرها من منتجاتهم الثقافية والرمزية) تعد أحد مظاهر العنف الرمزي. ويرى بورديو أن العلاقات الاجتماعية، في المجتمعات الحديثة، تنقسم إلى حقول، أي فضاءات اجتماعية أساسها نشاط معيَّن (مثلا: الصِّحافة، الأدب، كرة القدم، إلخ.) يتنافس فيها الفاعلون لاحتلال مواقع السيطرة (مثلا، يريد الصحافي أن يشتغل في أوسع وأقوى جريدة وبعدها يحاول أن يحصل على أعلى منصب في تلك الجريدة، إلخ.). فعلى غرار التصور الماركسي، يبدو العالَم الاجتماعي، عند بورديو، ذا طبيعة تنازُعيَّة، بيد أنه يؤكد أن التنازعات المكوِّنة للعالم الاجتماعي تخص مختلف الحقول وليست مجرد صراع بين طبقات معينة وثابتة(مثلا، ليست بين الأغنياء والفقراء فقط، بل بين الاغنياء والاغنياء وأيضا بين الفقراء والفقراء).