كتاب هبت ريح قوية بقلم فاطمة شرف الدين فى أيام «خماسينية» مثل التى نعيشها هذه الأيام..تمنى نفسك كثيرا بربيع يُسكت هبَّات الأتربة التى تحاصرك ليل نهار..يسكت رياحا تشتد بلا نذير، فتزداد شوقا لربيع بلا منغصات..على هامش تلك اللوحة الترابية «الباهتة» يدهشك طفل صغير يشاركك نفس الطقس والظرف المناخى..ولكنه على عكس مزاجك
المتكدر يقف هو ضاحكا ساخرا يتأمل طفلة أخرى، يتطاير شعرها مع هبة الريح..وتزيد ضحكته وهو يشاهد تطاير الغسيل المنشور على الشرفات..تطايرا يلّون السماء بألوان قطع غسيل الجيران.تزداد الرياح عبثا وصخبا..ومعها تعلو ضحكات الطفل وهو يشاهد الناس جميعا تتطاير فى الجو إلى سطوح البنايات..يسمع موسيقى تصويرية مصاحبة لتمايل الناس فى الشارع على وقع الرياح..يضحك..ويضحك معه كل من فى الطريق.حتى السيارات والكراسى طارت وحلقت بعيدا فى الجو كلما هبت الرياح وزادت قوة..اختلطت فى السماء مع الطائرات فى الجو ومع موسيقى سيد درويش الآسرة وصوته المحرض على التفاؤل..أصوات من زمن بعيد تعانق ضحكات فجرتها الريح القوية..تغيرت الدنيا..امتلأت رقصا وطربا..أعلاما فى وسطها قلوب مرسومة تطير فى سماء ربيع جديد.___________________كتاب من وحي الربيع العربي، من وجهة نظر طفل يشعر بالحرية لأول مرة