كتاب قصص من التاريخ

كتاب قصص من التاريخ

تأليف : علي الطنطاوي

النوعية : مجموعة قصص

حفظ تقييم
كتاب قصص من التاريخ بقلم علي الطنطاوي .. وقد حدثنا المؤلف في مقدمة الكتاب عن أسلوبه في كتابة هذه القصص فقال: "لم تُكتب هذه الفصول في يوم واحد، بل كُتبت في أزمان متباعدات؛ لذلك كان ما ترون من الاختلاف بين أساليبها. وفي بعضها أثرٌ مِن أساليب مَن كنت مولعاً بهم يومئذ؛ ففي قصص الحجاج (هجرة معلم، وليلة الوداع، ويوم اللقاء) أثر من أسلوب معروف الأرناؤوط، وفي قصة "عالم" أثر من أسلوب الرافعي، وسائرها مكتوب بأسلوبي". ثم يتحدث عن منهجه في هذه القصص: "ولم أتعمد أن أجعلها قصصاً كما جاء في عنوان الكتاب، ولم أتقيّد بقيود القصة وأقفْ عند حدودها، بل كنت آخذ الخبر أقعُ عليه فأديره في ذهني وأتصوّر تفاصيله، ثم أحاول أن أعرضه موسعاً واضحاً، فكان ما أجيء به يقترب من القصة حيناً، ويكون أشبه بالعرض (الريبورتاج) حيناً. وربما غلبت عليّ الرغبة بالتحليل النفسي فأطيل، وربما وقفت عند الحقائق فأقصر. ولو رجعتم إلى أصول هذه الفصول في التاريخ لوجدتم أن أكثرها لا يجاوز بضعة أسطر جاءت متوارية في حاشية من الحواشي أو زاوية من الزوايا، لا يتنبه إليها القارئ ولا يقف عليها". أما القصص التي حواها الكتاب فهي ثلاث وعشرون قصة، ولقد كُتبت بأسلوب بثّ فيها الحياة حتى ليستدرّ -أحياناً- الدمع من عين قارئها، وحتى ليخال المرء أنه واحد من أبطالها وشخصياتها، يروح معهم ويجيء، ويأْلم معهم ويفرح، بل ليكاد يحيا معهم ويموت! وهي منتقاة من أزمنة متباينة تمتد ما بين أيام الجاهلية وحتى القرن الماضي؛ ففيها قصص من العصر الجاهلي (النابغة الذبياني)، ومن الطائف في آخر أيام الجاهلية وأول أيام الإسلام (ابن الحب)، ومن الحجاز في أول العصر الأموي (ثلاثون ألف دينار، وعلى أبواب المدينة، وليلة الوداع، ويوم اللقاء)، ومن سمرقند أيام الفتوح الأولى (قضية سمرقند)، ومن الشام في آخر أيام بني أمية فيها (سيدة من بني أمية)، ثم منها في القرن الثامن (في صحن الأموي)، ومن مكة في وسط القرن الثالث (حكاية الهميان)، ومن بغداد في أيام المأمون (وديعة الله)، ومن فلسطين في أيام صلاح الدين (في بيت المقدس، وهيلانة ولويس)، ومن الأندلس في آخر القرن الخامس (عشية وضحاها)، ثم منها في ساعات الوداع قبيل سقوط غرناطة بيد النصارى في آخر القرن التاسع (آخر أبطال غرناطة)، ثم منها بعد السقوط (محمد الصغير)، وأخيراً ها هي ذي قصة "عالِم" من دمشق في عام 1831. وفي الكتاب مشهد مسرحي واحد عنوانه "أبو جهل".
كتاب قصص من التاريخ بقلم علي الطنطاوي .. وقد حدثنا المؤلف في مقدمة الكتاب عن أسلوبه في كتابة هذه القصص فقال: "لم تُكتب هذه الفصول في يوم واحد، بل كُتبت في أزمان متباعدات؛ لذلك كان ما ترون من الاختلاف بين أساليبها. وفي بعضها أثرٌ مِن أساليب مَن كنت مولعاً بهم يومئذ؛ ففي قصص الحجاج (هجرة معلم، وليلة الوداع، ويوم اللقاء) أثر من أسلوب معروف الأرناؤوط، وفي قصة "عالم" أثر من أسلوب الرافعي، وسائرها مكتوب بأسلوبي". ثم يتحدث عن منهجه في هذه القصص: "ولم أتعمد أن أجعلها قصصاً كما جاء في عنوان الكتاب، ولم أتقيّد بقيود القصة وأقفْ عند حدودها، بل كنت آخذ الخبر أقعُ عليه فأديره في ذهني وأتصوّر تفاصيله، ثم أحاول أن أعرضه موسعاً واضحاً، فكان ما أجيء به يقترب من القصة حيناً، ويكون أشبه بالعرض (الريبورتاج) حيناً. وربما غلبت عليّ الرغبة بالتحليل النفسي فأطيل، وربما وقفت عند الحقائق فأقصر. ولو رجعتم إلى أصول هذه الفصول في التاريخ لوجدتم أن أكثرها لا يجاوز بضعة أسطر جاءت متوارية في حاشية من الحواشي أو زاوية من الزوايا، لا يتنبه إليها القارئ ولا يقف عليها". أما القصص التي حواها الكتاب فهي ثلاث وعشرون قصة، ولقد كُتبت بأسلوب بثّ فيها الحياة حتى ليستدرّ -أحياناً- الدمع من عين قارئها، وحتى ليخال المرء أنه واحد من أبطالها وشخصياتها، يروح معهم ويجيء، ويأْلم معهم ويفرح، بل ليكاد يحيا معهم ويموت! وهي منتقاة من أزمنة متباينة تمتد ما بين أيام الجاهلية وحتى القرن الماضي؛ ففيها قصص من العصر الجاهلي (النابغة الذبياني)، ومن الطائف في آخر أيام الجاهلية وأول أيام الإسلام (ابن الحب)، ومن الحجاز في أول العصر الأموي (ثلاثون ألف دينار، وعلى أبواب المدينة، وليلة الوداع، ويوم اللقاء)، ومن سمرقند أيام الفتوح الأولى (قضية سمرقند)، ومن الشام في آخر أيام بني أمية فيها (سيدة من بني أمية)، ثم منها في القرن الثامن (في صحن الأموي)، ومن مكة في وسط القرن الثالث (حكاية الهميان)، ومن بغداد في أيام المأمون (وديعة الله)، ومن فلسطين في أيام صلاح الدين (في بيت المقدس، وهيلانة ولويس)، ومن الأندلس في آخر القرن الخامس (عشية وضحاها)، ثم منها في ساعات الوداع قبيل سقوط غرناطة بيد النصارى في آخر القرن التاسع (آخر أبطال غرناطة)، ثم منها بعد السقوط (محمد الصغير)، وأخيراً ها هي ذي قصة "عالِم" من دمشق في عام 1831. وفي الكتاب مشهد مسرحي واحد عنوانه "أبو جهل".
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين. كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928. بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين. كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928. بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.

2021-12-02