ومن أجل هذه المشاركة الحية كتبت هذه الصفحات, التى خلاصتها -برغم تنوع موضوعاتها- هى محاولة لخلق "المناخ" الثقافي, الذى بغيره يصبح من العسير علينا أن نشارك فى حضارة عصرنا على الوجه الأكمل, فنحن أمة عاشت حضارات مجيدة قبل اليوم, ولكن موقفنا من ذلك "الماضى" لا يجوز أن يزيد على استلهامه روحا تضمن لنا أن نكون مع أسلافنا حلقة فى سلسلة واحدة, وإلا أصبح ذلك الماضى المجيد نفسه عبئا تثقل به الخطى, وإنه لمن حسن الحظ أن من خصائص الماضى وما قبله, يميل إلى وحدانية الثقافة المسايرة لمن لهم السيطرة الحضارية, وعلى بقية البشر أن ينخرطوا فى قوالبها.
كتاب هذا العصر وثقافته تأليف زكي نجيب محمود
نبذة المؤلف:
كاتب هذه الصفحات التى بين يديك, مصري عربي إنسان, يحس فى عمق قلبه بمصريته, وبكل ما يتبع هذه الصفة من أبعاد فى وجهة النظر, ومن بين هذه الأبعاد بعد نشأ له من كونه عربيا, يشارك مواطنيه فى الأمة العربية جانبا واسعا من الأهداف البعيدة والوسائل الموصلة لها, فيشاركها بذلك فى طائفة من القيم الأخلاقية والذوقية, على أن تلك الخاصة المصرية العربية لا تمنع -بل هى توجب- أن يكون صاحبها حريصا على مشاركة الأسرة البشرية كلها فى تقديمها الحضاري, معطيا آنا, وآخذ آنا آخر.