، وأن الدنيا دار امتحان ، وطبيعة هذا الامتحان وزمنه مروراً بالحياة البرزخية والعرض على الله ، ويوم الحساب ويتناول فى الفصل الثانى وسائل حسن التعامل مع الدنيا بالمداومة على قراءة القرآن وكيف ننتفع بالقرآن ، والزهد فى الدنيا ، ومداومة الانفاق فى سبيل الله ، والأقتصاد فى المعيشة والدعوة إلى الله ، والصحبة الصالحة . فلابد للمسلم فى الحياة من وقفات يقفها مع نفسه ، يعيد فيها تقييم أموره ، ويتفكر فى مصيره ، ويصحح بها مساره ، فقطار الحياة يسير بنا شئنا أم أبينا ، ولابد من وقت نتركه فيه كما تركه من سبقنا .
لقد سبقنا إلى القبور أناس كثيرون لهم أخلام وطموحات مثلنا ، وكانو غارقين فى الدنيا ، يُمسون ويصبحون عليها ، وفجأة جاءهم ما لم يكونوا يتوقعونه ... جاءهم ملك الموت يريد قبض أرواحهم ، فى هذه اللحظات انكشفت حقيقة الوجود فى الدنيا أمام أعينهم ـ فامتلأت نفوسهم حسرة وندماً ، وازدادت أمانيهم فى العودة إلى الدنيا ولو للحظة يصلحون فيه ما أفسدوه . وإن من فضل الله علينا أننا مازلنا فى الأمنية التى يتمناها هؤلاء فى العودة إلى الدنيا فهل لنا أن نفعل ما يتمنون فعله لو كانوا مكاننا ، هل لنا أن نبدأ فى تصحيح المسار ووضع الدنيا فى حجمها الصحيح ، والتعامل معها على أنها مزرعة للآخرة ؟!
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.