كتاب يقظة الروح - مفاهيم أولية عن حقائق الصحوة الروحية - الجزء الثالث تأليف عبدالرسول محمد الزاهد .. التأمل الحقيقي يعرج بنا لمصاف الملهمين الذين يستنشقون عبق العالم الآخر ليؤدوا دورهم في عالم الدنيا .. فقدم هنا وقدم هناك .. بينما التأمل المتداول تنكفئ أقدامه للباطن حتى لا يكاد يخطو خطوة للخارج.. لذا ينبغي أن يكون التأمل وسيطا يربطنا بمنبع الفيض الإلهي .. الفيض الذي يجلي أرواحنا، ويصقل قلوبنا، ويوسع مدارك وعينا، ويهدينا سبل الرشاد، ويوجه دفة سفينة حياتنا للسداد. فالتأمل العقيم من أبعاده الروحية ينكمش على ذاته، ويكون كطاحونة الرحى تدور حول نفسها، بينما في التأمل الحقيقي يدور المتأمل مع دوران الكون بيد القدرة الإلهية فينطلق من ذاته لموطن الروح الأزلية.. لم يخلقنا الله لإدارة شئون حياتنا المادية فحسب، انما نحن مسئولون عن عالمين في الوقت ذاته، العالم الروحي المنغمسين فيه (والذي تم تجاهله منذ أمد بعيد) والعالم المادي المعيشي (الذي انكببنا عليه منذ هبوط آدم الأول) نأخذ من هذا لذاك، ونرتقي من خلال ذاك لهذا.. واليقظة الحقيقية حين ندرك السر العالمين في آن واحد.