كتاب ‫محمد عبده : كلاسيكيات الادب: السير والتراجم

كتاب ‫محمد عبده : كلاسيكيات الادب: السير والتراجم

تأليف : عباس محمود العقاد

النوعية : الأدب

حفظ تقييم

“من هؤلاء الناظرين بأعينهم إلى النور بعد منتصفِ القرنِ التاسعَ عشرَ، بل في الطليعة من أولئك الناظرين البصراءِ إلى حقائقِ زمانِهم، نابغتُنا الريفيُّ الأزهريُّ الذي عَلِم عِلْمَ اليقين، بل آمن إيمانَ الدينِ المتين،

أن «التقدمَ العصريّ» رهينٌ بعلوم لنا أهملناها وهجرناها، وعلومٍ للمعتدين علينا سبقونا إليها ولم نلحقهم في غير القليل منها، وهي حقيقةٌ من بديهيات أيامنا هذه بعد منتصف القرن العشرين، ولكنَّ نابغتَنا الريفيَّ الأزهريَّ -محمد عبده- كان يقررُها بعد منتصفِ القرنِ التاسعَ عشرَ فيجد أمامه من يخاطبُهم بمثل ذلك المقالِ الذي كتبه في صحيفةِ الأهرام الأسبوعيةِ، وتحرَّى فيه أن يكتبه بأسلوبه المخضرمِ بين القديم والحديث، فقال: «ليت شعري إذا كان هذا حالَنا بالنسبة إلى علوم قد أُرضعت ثُدِيَّ الإسلام وغُذيت بِلِبانِه وتربَّت في حِجْره وتُقلِّدت في إيوانِه منذ زمنٍ يزيد على ألف سنة… فما حالنا بالنسبة إلى علوم جديدةٍ مفيدةٍ هي لوازمُ حياتِنا في هذه الأزمان…. لا بد لنا من اكتسابها وبذلِ المجهود في طِلَابها؟”..

“من هؤلاء الناظرين بأعينهم إلى النور بعد منتصفِ القرنِ التاسعَ عشرَ، بل في الطليعة من أولئك الناظرين البصراءِ إلى حقائقِ زمانِهم، نابغتُنا الريفيُّ الأزهريُّ الذي عَلِم عِلْمَ اليقين، بل آمن إيمانَ الدينِ المتين،

أن «التقدمَ العصريّ» رهينٌ بعلوم لنا أهملناها وهجرناها، وعلومٍ للمعتدين علينا سبقونا إليها ولم نلحقهم في غير القليل منها، وهي حقيقةٌ من بديهيات أيامنا هذه بعد منتصف القرن العشرين، ولكنَّ نابغتَنا الريفيَّ الأزهريَّ -محمد عبده- كان يقررُها بعد منتصفِ القرنِ التاسعَ عشرَ فيجد أمامه من يخاطبُهم بمثل ذلك المقالِ الذي كتبه في صحيفةِ الأهرام الأسبوعيةِ، وتحرَّى فيه أن يكتبه بأسلوبه المخضرمِ بين القديم والحديث، فقال: «ليت شعري إذا كان هذا حالَنا بالنسبة إلى علوم قد أُرضعت ثُدِيَّ الإسلام وغُذيت بِلِبانِه وتربَّت في حِجْره وتُقلِّدت في إيوانِه منذ زمنٍ يزيد على ألف سنة… فما حالنا بالنسبة إلى علوم جديدةٍ مفيدةٍ هي لوازمُ حياتِنا في هذه الأزمان…. لا بد لنا من اكتسابها وبذلِ المجهود في طِلَابها؟”..

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدي...
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب. التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه. لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ