ليشتغلَ بمقدرةٍ إبداعيةٍ وتناوليةٍ سرديةٍ متمكنةٍ على المؤامرة التي حيْكَّتً خيوطُها منذ القِدَم للسيطرة على العالَم من قِبًَل المسيح الدَّجال وأبيه الروحي (إبليس) فتأخذنا الأحداث لنتعرف على المَلك الوحشي 666 ومملكته في عالَم الأرضين الست على حوامل نبْضٍ روائي مُعانق للدهشةٍ والإدهاشِ يجعلَك وكأنك تعيش أحداثها وبعض وقائعها اليوم.
والمُبدعَُ بأسلوبه السهل، ولغته الإدهاشية، يُقَدِّمُ عَمَلًا رائدًا في معيار رواية الاستباق فيجعلكُ تعيش ُعالمًا تظنه من الخيالِ تعايش مجرياته وكأنك واحد من أبطاله متمنيًا ألا تغادرأحداثها أو تغادرك. لذا ندعوك قارئنا العزيز إلى طَبَقٍ من عبقِ الرواية المتميزة، تذوقْهُ وادعُ غيرك لأن يتمتع بمتعة مذاقه.
666 رواية تميم الداري تأليف منصور عبد الحكيم
لعلَّ من أهم مُصطلحات الخِطاب الروائي المُعاصر، ما سُميَّ برواية (استباق)، يتولَّى السَّردُ فيها عمليةَ الدخول إلى عوالِمَ مُستقبلية لأحداث، ربَّما تَحدُث، فيأتي حدوثها استباقًا بمثابةِ تمهيدٍ لأحداث مُتَخَيَّلَةً لها صِلةٌ بالماضي والحاضر، ولها امتدادً في المستقبل. من آلية هذا المُصطلح يقتحم الروائي (منصور عبدالحكيم) المُستقبل مستبِقًا أحداثًا زمنية تُذَكِّرنا بروايات (دان براون) الشهيرة عن عالَم المؤامرة والماسونية.