قسطنطين فيرجيل جيورجيو، روائي روماني الأصل، ولد في أرسبوين ينمتز برومانيا، وتلقى علومه في مدرسة عسكرية، ثم بكلية آداب بوخارست، وغادر بلاده عام ١٩٤٤م ليستقر في فرنسا لحين وفاته، ورغم قلة كتباته ومؤلفاته ألا انه دخل تاريخ الرواية من أبوابها الواسعة برائعته الشهيرة (الساعة الخامسة والعشرون) التي نشرت عام ١٩٤٩م وحققت له شهرة واسعة، ورغم شهرته الواسعة ومكانته المرموقة في الأوساط الثقافية، فضل البقاء في فرنسا دون أن يحاول الرجوع إلى موطنه في رومانيا، في الوقت الذي لم تشر أية معلومة بكون بلاده قدمت له عروض أو استضافة لزيارتها، لأسباب غير معروفه وهذه القطيعة هي التي حملته على أن يكتب رسالة إلى عمدة باريس جاك شيراك آنذاك، يرجو فيها أن يمتلك قبرا في باريس بعد أن أصبح على بعد خطوة من الموت، فأثر استلام جاك شيراك رسالته لم يرد على الروائي إلا بعد حين، ليفاجئه جاك شيراك ذات يوم حين دق باب منزله، وما أن فتح له جيورجيو الباب، حتى فوجئ بشخص جاك شيراك واقفا إمامه، فطلب شيراك منه أن يصطحبه في نزهة قصيرة، فأخذه إلى مقبرة العظماء في فرنسا، وعندما دخلا أشار شيراك إلى فسحة كبيرة مزروعة ومنسقة بجمالية ومزينة بالورود، وفي وسطها قبر من الرخام الذهبي.. وقال له: ".. يؤسفني أن تكون علاقتنا عبر هذا المكان - مشيرا إلى القبر - ولكن هذا مآلنا جميعا، وكم تمنيت لو انك طلبت منا شيئا غير القبر، فأنت تستحق أي شيء تطلبه، ولكن (جيورجيو) لم يطلب من فرنسا أكثر من ذلك، وقال له عمدة باريس(جاك شيراك ) بالحرف الواحد: ((بعد عمر طويل ستفخر باريس ان تضم رفات روائي عظيم