فتحت خزانة ملابسها ووقفت امام فستان قديم لها يحمل رائحة المراهقة، مراهقة بداية التسعينات، تلك التي تنتمي لعالم اللاموضه، فستان مزركش بألوان كثيرة بداخلها دوائر بيضاء كبيرة الحجم، أخرجته وتأملت دائرة منهن وابتسمت لها كأنها تعرفها.. المكرّسة تستعد للقاء (هادي) طبيب الجراحة النحيل، ليس من اجل علّة في الجسد، لكن من اجل التأكد من مشاعرها،
الحب بالنسبة ل( ايڤون ) هو لقاء مرهق بين عقلان ينتهي بلقاء جسدي محتوم، هي شابه ذكية وتدرك ان نهاية طريق الحب هو الجنس فلا داعي للهروب اكثر من ذلك ..
خلعت قميص النوم وارتدت الفستان القصير نوعا ما محاولة عدم إصدار اي صوت، خطر ببالها الكثير من الأفكار، من يفعل شيئا في الخفاء لابد انه إثم كبير، ثم ان البدايات فقط هي ما يحدد النهايات، اذا ما بدأت سلوكا خاطئا فانت لم تعد محفوظا من السماء كما كان، فإما العودة سريعا او الغرق كحجر، يقول بولس الرسول "الشيطان نفسه يغير شكله إلي شبه ملاك" ، هذا صحيح، الصالحين قد يظهر لهم الاختبار في صورة أنوار وطلب فعل الخير ثم يكتشفون ان الشيطان حوّلهم لمجموعة من المغرورين ، هل يكون (هادي) شيطاناً من الباطن؟ دافع عقلها بأن الشيطان سيزيّن لها الخطيئة لكنه لن يطلب يدها للزواج مثلما فعل الطبيب.. وضعت مكياچ خفيف امام المرآة ثم وقع بصرها علي الدائرة البيضاء نفسها فابتسمت مرة ثانية، بحثت عن حذاء غير حذاؤها الأسود الخاص بملابس الدير فلم تجد ، انتعلته وحركت مقبض الباب للخروج، فجأة زاد شعورها بتأنيب الضمير، هذه المرة ليس بسبب الموعد الغرامي انما بسبب عدم ارتداءها الصليب الذهبي الصغير الخاص بها، صار المظهر الوحيد الدال علي ميولها الدينية الآن هو الحذاء مع الأسف، نظرت للدائرة البيضاء للمرة الثالثة في شرود، هذه المرة شعرت بعدم نصاعة لونها فبصقت عليها بطريقة لاإرادية لتنظفها ثم اكملت طريقها في خجل