رواية أساطير رجل الثلاثاء

رواية أساطير رجل الثلاثاء

تأليف : صبحي موسى

النوعية : روايات

حفظ تقييم

رواية أساطير رجل الثلاثاء للمؤلف صبحي موسى.... تتميز الرواية برؤيتها الموسوعية لحركة الجماعات الإسلامية فى مختلف البلدان العربية، فضلاً عن البلدان الغربية والبؤر التى استوطنتها لإقامة مشروعاتها الجهادية، كما تتميز بتقديم تصور شبه كامل عن حركة العلاقات المشتركة بين الجماعات الراديكالية بغض النظر عن أيديولوجايتها ومرجعياتها الفكرية، بدءاً من علاقة الإسلام الراديكالى السنى بالإسلام الراديكالى الشيعى بالراديكالية

 الصهيونية سواء المسيحية أو اليهودية، وهى علاقات تنطلق من الدفع بعجلة المواجهة بين الجميع من أجل الوصول إلى المهدى المنتظر الذى يراه الجميع حسب تصوره منصفاً له على الآخرين، كما تصوراً عن كيفية تم التحضير لحادث 11 سبتمبر من عام 2001، وعن أجهزة المخابرات التى تعاونت فيه، وكيفية التمويل والتدريب وكيف انتهى الأمر بسقوط البرجين فقط، فضلاً عن تقديمها لفكرة مرض هذه الجماعات بالماضى، وإيمانها بضرورة بعثه من التراث وتمثله فى الحاضر من أجل دولة إسلامية كبرى كما يتصورون. من الرواية: لم يأت أبو سعيد في القطار الذي قال عليه ، ولا القطارات التي تليه ، فجلست منتظراً خمس ساعات على رصيف المحطة أحدق في كل متحرك وساكن ، ولما أعياني التعب عدت إلى البيت ، كنت أحتاج الرجل لكن ها هو ، في الوقت الذي أحتاج فيه إليه ، لا يجيء ، رسبت في دراستي ، وعلاقتي بأمي وخالي زادت توتراً ، يطالباني بالعودة وأنا منشغل بغير ما يقولون ، جددت مسجد الصحابة وقمت بتوسعته بعد عدة اتصالات عبر القنصلية مع الحكومة الفرنسية ، كانت التجديدات هدية مني لهؤلاء القابضين على الجمر ، لكن خالي بهاء رأى ذلك إسرافاً لا معنى له ، قلت أن أبي كان يفعل ذلك ويزيد ، قال أين أنت من أبيك ، حتى دراستك لا تعرف كيف تنتهي منها ، وزوجتك هجرتها ولا تراها ، هل هكذا قال الإسلام ؟ كانت كلماته موجعة فاتصلت بأمي لأعرف أخبارها، لكنها كانت أكثر غضباً منه، قالت: زوجتك تتطاول علي، ولو كنت موجوداً لوضعت حداً لها، قلت: ابنة أخيك وأنت التي اخترتها، قالت: حتى أحتويك من الضياع في المدن الغريبة لكنني أسأت الاختيار، هدأت من روعها بأنني سأعود، حين وضعت الهاتف وجدته يرن من جديد، جاءني صوت أبي سعيد دافئاً كما الطيور التي تعود إلى أعشاشها، فرحت به كما يفرح الغريق بطوق النجاة، قلت أحتاجك، قال إني في الطريق، جلست أنتظره كل هذه الأيام، وكل هذه القطارات لكنه لم يأت، هل أصبح الرجل لا يف بالعهود ولا يأت حين يحتاجه محبوه؟! أوقفت السيارة أمام المنزل وصعدت إلى شقتي، بادرني الخادم بأن رجلاً عربياً ينتظرني منذ ساعات، حين التفت وجدته في بذلة كاملة كسفير لدولة لا أعرفها، رحبت به وأعتذر بدوره عن تغيير الموعد إذ ثمة من يلاحقه، حكيت له عن أخباري فنصحني بالعودة وطاعة والدتي، وأمرني بترك البلاد والانتظام في الدراسة لأن الأيام القادمة عصيبة وتحمل ما لا نعرفه، وفي نهاية اللقاء طلب مبلغاً من المال لم يحدده، قال اجعل الشيك باسم ميخائيل بولس أنطونيادس ولا تغلقه، نزعت ورقة من دفتر الشيكات وقعت عليها ولم أحدد المبلغ، في المساء اتصلت أمي تلح في عودتي نهائياً، قلت أنتظر نهاية العام حتى لا يضيع كسابقه، قالت لا يهم فقد رتبت لك الأمر في جامعة الملك، قلت أصدقائي والمكتب وشراء حاجيات لزوجتي وابني، قالت لو لم تصل غداً فلن ترى وجهي مدى الحياة.