رواية حمامة بيضاء بقلم صبحي موسى... "مات الأخضر، وماتت حماماته البيض بعدما رفرفت على وجهه، رأت فاطمة زوجها في البعيد يسقط، ورأت الحمامات تنوح، فتركت رضيعها وصارت تولول. حين وصلت إليه، كانت الحمامات قد نسجت ثوبًا من ريشها الأبيض عليه، وضربت
بأجنحتها فطارت وطار ثوبها في الأعالي، ولم تجد فاطمة سوى بعضًا من حبوبه التي نبتت في الأرض، نظرت إلى السماء فرأت عمودًا من حمام يخترق الحجب، ورأت سيدًا يمشي في الهواء ويفرد على الأرض جناحيه، لوح لها بالفرح ولوحت له بالبكاء. حين عادت إلى عشتها رأت سرواله على شكل خارطة وثوبه قبة في الفضاء؛ قالت: ها هنا ابنوا مسجده، وها هنا ارفعوا مقامه وزينوه بأعلامه الخضراء".
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.