رواية أغنية الفصول بقلم عادل صوما....على عكس أدب المهجر الذي يتحدث عن الوطن الأم، ويعتبر انتاجه صدىٍ وانعكاساً له، سيلاحظ القارىء أن "أغنية الفصول" رواية أميركية صرفة كتبها الروائي باللغة العربية وصوّر فيها حياة نجمة من نجوم صناعة السينما الهوليوودية. صوّر عادل صوما بعض كواليس هذه الصناعة وكيف تقود النجم أحيانا إلى الموت أو الادمان أو الانزواء لأسباب ترويجية. صناعة متوحشة لا قلب لها رغم انها تخاطب الاحساسيس، لأن أرباب هذه الصناعة يجبرون النجم على العيش في حياة معينة تناسب صورته في مخيلة المشاهدين وقد لا تناسبه هو شخصياً. إفعل هذا ولا تفعل ذاك. قل هذا ولا تقل ذاك. عش هكذا. ومن أجل سواد عيون الشهرة ينصاع النجم. بطلة "أغنية الفصول" انزوت لكن بطريقتها. اعتبرت أن النجومية مرحلة كانت في حياتها، لا تستحق الوقوف عندها والعيش على امجادها. ظلت على علاقة متينة بالناس الحقيقيين في صناعة الوهم. اعتبرت ببساطة أن الاضواء انطفأت وعليها مغادرة المسرح. "أغنية الفصول" تتناول كواليس حياة نجمة استعراضية، وتفاصيل حياتها الأهم بعيداً عن الاضواء، كفاحها مع زوجها من أجل عائلتهم. كيف يكون الابن بالتبني أوفى أحياناً من الابن الحقيقي. كيف تواجه الممثلة رواد فندقها الصغير الذين ما زالوا يعتبرونها نجمة، بينما هي في حقيقة الامر مجرد إمرأة تكافح في الحياة. وكيف تتعامل مع جيل لا يعرفها ويتعامل معها كامرأة مسنّة. الرومانسية هي الاسلوب السائد في "أغنية الفصول"، وهي رومانسية غير حالمة مرتبطة بالواقع بكل تفاصيله حتى المتوحشة منها. صحيح أن "أغنية الفصول" رواية أميركية بحتة في تفاصيلها وأبطالها، لكن لمحة الكوزموبوليتية الموجودة في عادل صوما كوشم روحي تظهر أحيانا واضحة أو بين السطور.