رواية عواصم السماء بقلم عادل صوما....نُشرت رواية "عواصم السماء" أول مرة سنة في جريدة "بيروت تايمز" الأسبوعية التي تصدر في لوس آنجليس بكاليفورنيا تحت اسم "عواصم الله"، ثم نُشرت في كتاب في مصر بالعنوان الحالي، لأن المؤلف خشى من تحفظ الجهة التي تعطي ترخيصاً بطبع الكتاب على اسم الرواية الأصلي، وقد اعتبر بعض القراء هذا العنوان أجمل وأكثر رومانسية. "عواصم السماء" هي أول رواية عربية تناولت هجمات سبتمبر، كما وثّقت بعض المعلومات عن الجالية الإسلامية غير المُسيسة، لكنها لم تأخذ حظها من الشهرة، أو النقد سلباً أو إيجاباً، ربما لأن الكاتب نفسه عاش متنقلا بين لبنان ومصر وإيطاليا والولايات المتحدة، ولم تكن له صداقات دائمة ذات نفوذ، ولم ينخرط بشكل فاعل في دوائر ثقافية أو أدبية أو دينية تروّج لما يكتب. لم يقم عادل صوما بأي تعديل أو إضافة في الرواية أثناء مراجعتها مرة ثانية لإعدادها للنشر على الانترنت، رغم تراكم المعلومات التي كُتبت عن الحدث الذي رسم مصير العالم في القرن الواحد والعشرين، لأن الفكرة والخط الدرامي للرواية لا علاقة لهما بما كتُب من تحليلات عن الحدث. "عواصم السماء" قصة الطبقة المتوسطة في أميركا المُفرغة ثقافياً من أي قيمة سوى الاستهلاك، ولا توّجه أبناءها بعد عمر الثامنة عشرة بسبب الحرية المفرطة ومبدأ الفردية، ولا تتأثر بأي كاتب أو مفكّر على مستوى العقل الجمعي، وبعيدة تماما عن التديّن بسبب فكرة فصل الدين عن الدولة، التي تسببت عن غير قصد بوأد الايمان نفسه، واختفاء الايمان بأي شيء، ما جعل هذه أهل الطبقة يعيشون من أجل تسديد فواتير بطاقات ائتمانهم كثيرة العدد، بسبب ترويج شركات الائتمان لفلسفة الديون، وهي خريطة تحدد ملائمة التاريخ المالي لأي إنسان لتأسيس بزنس أو لشراء عقار أو شقة أو سيارة؛ أي كينونة الانسان في المجتمع الاميركي. "عواصم السماء" فيها أكثر من قصة حب، بطلتها لا تتغير. شخصية حرة تعيش حياتها بالطول والعرض، حتى قادها مصيرها إلى قصة حب أخيرة، لم تكن تتوقع مطلقاً إعادة حساباتها وكل حياتها بسببها، لكن سقوط البرجين أعاد مرة نهائية مشاهد حياتها أمام عينيها وتركها على مفترق طرق.