جمعت التقارير كلها في كيس، ربطت عنقه ورمته في علبة القمامة، أحست بعد أن تخلصت منه أنها غدت خفيفة وبعيدة عن كل شيء، وخارج كل شيء، حتى ثقل جسدها تحررت منه، أتراها تدخل عالم النوم، لأنها أجفلت فجأة، وفتحت عينيها مذعورة وقلبها يخفق بشدة وقد جسّد لها ذهنها لوحة بدت مفزعة، مع أنها مؤلفة من كل الوجوه المحبة والمألوفة، صورتها ترجع من شهر العسل وعيونهم مبحلقة فيها، عيونهم جميعاً، أهلها، أهله، الجيران، المعارف، البقال، والفران، وعامل التنظيفات، عيون تسأل: ماذا تخبئين لنا؟ وترد بابتسامة عذبة: لم أفهم، ماذا أخبئ لكم؟
فيشيرون بأصبعهم إلى بطنها، ويقولون: ماذا تخبئين في بطنك؟
وتطرق بخجل: لكن لم يمضِ على زواجي سوى شهر.
كابوس، كابوس، فعلي، قامت تشرب الماء، وأنفاسها تتلاحق، فكرت أنها لو أرادت الكتابة للطبيب الأميركي عن ظروفها البيئية والنفسية فستبدأ من هذا الكابوس، تحديداً من عبارة: ماذا تخبئين في بطنك...".
رواية أفراح صغيرة .. أفراح أخيرة - هيفاء بيطار
رواية أفراح صغيرة .. أفراح أخيرة بقلم هيفاء بيطار .. "جمعت كومة من الأوراق أمامها، كانت تواجه ثماني سنوات من عمرها، سنوات اللهاث وراء البويضة الملقحة، أغمضت عينيها وهي تعي بألم عميق كيف تحولت أحلى سنوات شبابها إلى بحث لاهثٍ ولا مجدٍ بل كارثي...
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.