رواية ألم ذلك الحسين بقلم كمال السيد..
الأطفال ينظرون - بحزن - جهة الفرات. شفاه يابسة تحلم بالندى.. وفتيات بلغت قلوبهنّ الحناجر يصغين - برعب - إلى طبول قبائل تحلم بالغزو والسبي؛ ونسور مجنونة تحوم.. تنتظر لحظة الإنقضاض. هي ذي لحظات الغروب تتراكم ملتهبة..
الفرات يتأجج خلف ذرى النخيل المتقدة.. الليل يوشك أن يهبط والحمرة القانية تتحول إلى رماد.. الظلام يجثم فوق الرمال كغراب في مساء خريفيّ. الحزن يجوس خلال الخيام.. ينشر ظلّه الثقيل.. وآهات تتصاعد من كل مكان.. وأمنيات خضراء تحلم بالمطر والخصب والحياة.