رواية أورفوار عكا بقلم علاء حليحل.."يحقّق علاء حليحل، في روايتههذه، عدّة معادلات تضاف إلى رصيده الإبداعيّ الثّرّ. مهما تكن هذه المعادلات، أرى وجوب الإشارة إلى اثنتين منها تؤثّثان المفاصل الرئيسة للرواية: أولًا: معادلة البحث عن الحقيقة البسيطة المخبوءة وراء الاحداث التاريخية الجلل، بمنأى مسبق الرغبة عن أيّ تغريض أو توهّم أو تبسيط. ثانيًا: معادلة التّحرّر من الخجل في الكتابة الّتي افضت إلى التّخلّي عن قيود التقليد، وأفسحت الحيّز أمام إمكان التجريب والتخّيّل والفانتازيا وتنويع التّناصّ وأسلوب الحوار، فضلًا عن عدم الارتطام بسقف الأسطرة.
ولئن جاءت الرّواية متّكئة على وقائع تاريخيّة لمكان محدّد - مدينة عكّا - فلكي يشيّد الكاتب ظروف الحياة الخاصّة بشخوص معيّنة، بعواطفها وردّات فعلها المخصوصة، مبيّنًا كيف أنّ البيئة في مفترقاتٍ ما تضع تحدّيات أمام كائنات حيّة فتستجيب لها عبر تغيير أنماط علاقتها بعضها ببعض وبالعالمين الدّاخليّ والخارجيّ، وكلّ ذلك من خلال مقاربة نشوء الوعي وتشكّل الضّمير، سواء في الماضي، او هنا والآن.
بذا، يضعنا الكاتب قبالة الحقيقة القائلة، إنّ الأدب لا يُفهَم من الجتمع فحسب، بل إنّ فهم المجتمع ينطلق أيضًا من الادب وخيال الكاتب."