رواية الحبالصة  بقلم محمود أحمد عبد القادر الشهرة محمود الفرعوني ... يحلم أحمد أحد أبناء قرية الحبالصة بأحداث مثيرة ومشوقة منها انعقاد محكمة فرعونية لمحاكمة الرئيس يعلن خلالها قضاة المحكمة (أمون ، ورع ، وأوزير ، وماعت) بأنه لوث مياه النيل ، وحكم بالفساد والديكتاتورية لمدة ثلاثين عامًا ، وانتهك قيم العدالة ، وفقدت الأمة المصرية في عهده هويتها وبوصلتها الحضارية ، مع انتشار الطائفية والكذب وسيادة الظلم والخوف والقهر، فيصدر القضاة حكمهم النهائي غير القابل للطعن بانتزاع علامة العنخ (مفتاح الحياة) منه ، فيستيقظ أحمس راكضًا من الحبالصة لميدان التحرير ليشترك مع رفاقه في ثورة يناير. تتناول الرواية الأحداث التي أشعلت شرارة ثورة يناير ، وأهم الفعاليات والمظاهرات التي قامت بها قوى المعارضة قبل الثورة ؛ وفي إحدى المظاهرات يفاجأ أحمس بالصدفة بوجود حبيبته أمال وهي تسحل من قوات الأمن فيسترجعا علاقتهما التي انقطعت لأكثر من عشر سنوات بسبب خلاف عائلي قبلي ، ومن ثم تعالج الرواية مسألة التعصب القبلي والديني ، وعند بداية أحداث يناير يستعيد أهالي الحبالصة روحهم المصرية الأصيلة بعد أن يتمزق ستار الظلام الكثيف الذي حجب عنهم نور المعرفة مشاركين أبناء وطنهم في الثورة خاصة بعد استشهاد فتاة الحبالصة أمال ، مما يؤدي إلى تبرؤوهم من القبلية وإلغاء فكرة العائلات معلنين أن " الحبالصة أسرة واحدة حيث الكل في واحد ". وتحكي الرواية عن عادات وتقاليد أهالي الحبالصة قبل انتشار الأفكار المتطرفة وأهم معالمها الشيخ محمِد الذي كان يلتف حوله الناس ويوقدون الشموع كل جمعة مساءً ، وحجر شعبان الذي يفد إليه الناس من كل القرى المجاورة لينالوا بركته بتدحرجهم على الأرض بجانبه واعتقاد الأهالي بأن به ديكًا مرصعًا بالذهب إذا استطاع الناس قتله سيجدون كنزًا لكن لا احد يستطيع لأنه يختبئ مجرد ظهور الناس ، وأن أجدادهم حاولوا من قديم الزمان أن يشيلوه فصرخ ونزف دمًا. وفي أوج أحداث الثورة يوم جمعة الغضب ينفجر حجر شعبان فجأة فيخرج منه كنز مملوء بقطع من الذهب وأحجار كريمة مرصعة بالماس واللؤلؤ والياقوت... ويخرج من داخل الكنز ديكًا لونه سماوي وأجنحته بألوان قوس قزح يرفرف بجناحيه فوق المتظاهرين وهو يغني ، وقامت الحور والصفصاف بدور الجوقة الموسيقية والثوار يرددون ورائه: ويحكى أن ولازم يحكى وكان ياما كان وتتناول الرواية من خلال أحداثها أول أيام ثورة يناير ، وجمعة الغضب ، وموقعة الجمل ، ويوم التنحي. ثم يستيقظ أحمس في النهاية على صوت صخب قوات الأمن المركزي وهي تحاصر منزله للقبض عليه لكونه يحلم أحلام ممنوعة.

شارك الكتاب مع اصدقائك