ساد الصمت المقهى فجأة، ترك الجميع ما في أيديهم، والتفتوا حيث يقف اللاز محدقاً في وجه شخص، يرتدي قشابية صوف حمراء. ما يبقى في الوادي غير حجارة، ما يبقى في الوادي غير حجارة. عجب الناس لماذا يكرر اللاز النداء ثلاث مرات.
هذه أول مرة منذ الاستقلال يفعل ذلك. السيد الكبير لا ينطق عن الهوى. حمو وحده عرف ذلك، لم يشأ أن يخبر أبن أخيه الواقف إلى جنبه في انتظار أن تتمكن الحافلة من القدوم لتنقله إلى المدينة ليواصل دراسته الجامعية. لعله أشفق عليه، ولعله يعتقد أنه يعرف مثله، قصة هذا النداء الغريب الذي ألف الناس سماعه في هذا الزمن. لقد تحدث بحكاية اللاز ثلاث سنوات كاملة، حتى اعتقد بأن الناس يحفظونها عن ظهر قلب. بل حتى شعر بأنهم ملوا. حتى الذين عرفوا مريانة، وشهدوا كل طفلولة اللاز وشبابه، وعانوا منهما الأمرين. بدأو يتشككون في أصل اللاز ومنبته. أخذوا يميلون إلى تصديق ما يروج حوله من أقاويل وحكايات. اللاز تحدث عنه سيدي علي بن الحفصي، وقال: لا يموت ولا يفنى ولا يكذب. اللاز، قالوا: كل شعرة من شعراته مباركة وزكية
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.