كانت هناك.. بين المقابر.. فى طرقاتها الموحشة والظلام كتلة صماء، يجرها من شعرها، زوجها مصطفى الجندى، بيد واحدة، رغم ألمها الرهيب تندهش، إنه بكامل قوته وعنفوانه وكأنه يجر دمية خلفه، بيده الأخرى سكين حاد يبرق فى الظلام مثل عينى ذئبٍ، تستعطفه وهى تحاول اللحاق به،

قدماها لم تكونا قادرتين على الانتصاب وحملها، ثم أن قوته الرهيبة فى جرها بهذا الشكل قد ذهبت بأى قوة لديها فاستسلمت لما يحدث، لسانها فقط يلهج ببعض الحروف لتجتمع بين الفينة والأخرى بكلمات مثل أرجوك.. أحبك.. لا تفعل.. إنها شائعات يا مصطفى، لكن الرجل صاحب الوجه الصارم والعينين اللتين مثل قصعتى جمر ملتهب لم يكن يمتلك أذنا ليسمع بها، وأنه يتحرك مدفوعًا بقوى خفية، تمر الدقائق ثقيلة وهو ينتقل بها بين المقابر من شارع إلى شارع حتى يصل إلى مقبرة لها جدران مبطنة بالجرانيت الأسود، تتزايد سرعة الرياح لتضرب جدران المقابر فتصدر أصوات شبيهة بصرخاتٍ فزعة، يعوى ذئب، ينعق غراب، بوم ينعب.. يسقط شهب نارى من السماء بسرعة جنونية. يقذف بها إلى تلك المساحة الضيقة أمام باب المقبرة، تتكور مكانها وعلامات الرعب الحقيقية قد طُبعت على وجهها، تلملم جسدها، تمزقت ثيابها إثر جرها على أرض صخرية، سالت الدماء من أماكن متفرقة، تشوَّهت تفاصيل جمالها بدماء مختلطة برمال الطريق ودموع تفيض مثل نهر، صدر نافر يعلو ويهبط بعنف ليفقد روعته ويلقى ذعرًا رهيبًا على صاحبته التى تختنق أنفاسها. يتأمل مصطفى المكان لحظات، ينظر فى اتجاه باب المقبرة وشفتاه تتحركان ببطء، فجأة يرفع رأسه إلى السماء ثم يطلق عواء طويل مثل عواء ذئب مجنون قبل أن يرفع يديه إلى أعلى بذلك السكين الحاد ليهوى به فوق رقبتها ليفصل الرأس عن الجسد. مفزوعة تطلق صرختها التى تفر من قوتها خفافيش الليل وجنادب المقابر وزواحفها.

كانت هناك.. بين المقابر.. فى طرقاتها الموحشة والظلام كتلة صماء، يجرها من شعرها، زوجها مصطفى الجندى، بيد واحدة، رغم ألمها الرهيب تندهش، إنه بكامل قوته وعنفوانه وكأنه يجر دمية خلفه، بيده الأخرى سكين حاد يبرق فى الظلام مثل عينى ذئبٍ، تستعطفه وهى تحاول اللحاق به،

قدماها لم تكونا قادرتين على الانتصاب وحملها، ثم أن قوته الرهيبة فى جرها بهذا الشكل قد ذهبت بأى قوة لديها فاستسلمت لما يحدث، لسانها فقط يلهج ببعض الحروف لتجتمع بين الفينة والأخرى بكلمات مثل أرجوك.. أحبك.. لا تفعل.. إنها شائعات يا مصطفى، لكن الرجل صاحب الوجه الصارم والعينين اللتين مثل قصعتى جمر ملتهب لم يكن يمتلك أذنا ليسمع بها، وأنه يتحرك مدفوعًا بقوى خفية، تمر الدقائق ثقيلة وهو ينتقل بها بين المقابر من شارع إلى شارع حتى يصل إلى مقبرة لها جدران مبطنة بالجرانيت الأسود، تتزايد سرعة الرياح لتضرب جدران المقابر فتصدر أصوات شبيهة بصرخاتٍ فزعة، يعوى ذئب، ينعق غراب، بوم ينعب.. يسقط شهب نارى من السماء بسرعة جنونية. يقذف بها إلى تلك المساحة الضيقة أمام باب المقبرة، تتكور مكانها وعلامات الرعب الحقيقية قد طُبعت على وجهها، تلملم جسدها، تمزقت ثيابها إثر جرها على أرض صخرية، سالت الدماء من أماكن متفرقة، تشوَّهت تفاصيل جمالها بدماء مختلطة برمال الطريق ودموع تفيض مثل نهر، صدر نافر يعلو ويهبط بعنف ليفقد روعته ويلقى ذعرًا رهيبًا على صاحبته التى تختنق أنفاسها. يتأمل مصطفى المكان لحظات، ينظر فى اتجاه باب المقبرة وشفتاه تتحركان ببطء، فجأة يرفع رأسه إلى السماء ثم يطلق عواء طويل مثل عواء ذئب مجنون قبل أن يرفع يديه إلى أعلى بذلك السكين الحاد ليهوى به فوق رقبتها ليفصل الرأس عن الجسد. مفزوعة تطلق صرختها التى تفر من قوتها خفافيش الليل وجنادب المقابر وزواحفها.

كاتب مصرى، ولد عام 1972م حصل على ليسانس الآداب قسم الإعلام جامعة الزقازيق، يعمل حاليًا مخرجًا بالإذاعة المصرية شبكة البرنامج العام، له العديد من المسلسلات والبرامج الدرامية الإذاعية تأليفًا وإخراجًا أشهرها أوراق البردى، قطوف الأدب من كلام العرب، همسة عتاب، محاضر مادة فن الكتابة و الإخراج الإذاعى بكليات وأقسام الإعلام، حصل على العديد من الجوائز الأدبية والفنية منها جائزة كتاب اليوم الأدبى، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة، جائزة زايد الذهبية للإبداع، جائزة الإبداع الذهبية فى مهرجان تونس للإعلام العربى، جائزة الإذاعيون يبدعون.
كاتب مصرى، ولد عام 1972م حصل على ليسانس الآداب قسم الإعلام جامعة الزقازيق، يعمل حاليًا مخرجًا بالإذاعة المصرية شبكة البرنامج العام، له العديد من المسلسلات والبرامج الدرامية الإذاعية تأليفًا وإخراجًا أشهرها أوراق البردى، قطوف الأدب من كلام العرب، همسة عتاب، محاضر مادة فن الكتابة و الإخراج الإذاعى بكليات وأقسام الإعلام، حصل على العديد من الجوائز الأدبية والفنية منها جائزة كتاب اليوم الأدبى، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة، جائزة زايد الذهبية للإبداع، جائزة الإبداع الذهبية فى مهرجان تونس للإعلام العربى، جائزة الإذاعيون يبدعون.