رواية بابل مفتاح العالم بقلم نائل الطوخي..هنا، فى هذه اللحظات المصيرية لم تكن الأرض قد تحددت بعد مكانا للسكنى. كانت الأرض لا تزال كائناً عبثيا وغامضا لا يعرف أحد الهدف من بنائه (بعد قليل تتداخل أفكاره الذاتيه مع الملاحظة الوقورة التى يدونها، أفكاره بالعامية والملاحظات الوقورة بالفصحى) يعنى، تبقى الأرض ساعتها شقة عالمحارة، اتجابت خلاص بس ناقصة تشطيب (يعجب جدا بهذه العبارة. يظل يضحك بقوة. يرتج) الفراغ بداخل الأرض يحتاج إلى تعميره.
الأرض شقة ليس أكثر. وكل اللى بيدخلها مش سكان إنما عمال، فواعلية، يبنون ولا يسكنون (بكآبة وحزن يردد الكلمة) يبنون ولا يسكنون، وبيناموا مع بعض. (وجهه الآن مكدر للغاية. كئيب وحكيم، وفي ظل الإضاءة السيئة لغرفته، يبدو أكبر من عمره بثلاثين عاما على الأقل) بيناموا مع بعض علشان يجيبوا ولاد، مش علشان بيحبوا بعض. يعني حتى المعاشرة بتبقى بنا مش سكن. ما أفظع التعاسة والحزن والاكتئاب.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.