رواية بين القاع والقاع تأليف سلمى بوهالي .. لم تكن الحياةُ معنا يومًا ما مطلقًا ،كانت دائمًا ضدنا تُحاربنا وتدفعنا إلى قاعها بشدة ، ورغم أننا لم نفعل لها شيئا إلا أنها كانت جدُّ قاسيةٍ معنا لم ترحمنا و بقدر حبنا لها صدمتنا قوة الدفعة من الأعلى إلى ظلام المجهول . منا من ينهض ويتحدى ويواصل رغم الكسور التي نذبتها له ومنا من يفضل البقاء تحت الركام ينتظر أن تهُبّ عليه رحمةُ الله وترقِد جثته تحت التراب. و يحدثُ أن يفْقِد الإنسان نفسه فيُفَقد للأبد ، لم نكن نتوقع أن التخلي جروحه لا يمكنُ أن تشفى لقد ظلت دائمًا تنزف ألمًا حادًا ، تَعْبُر أشواكًا بين الشرايين ، وتُمْسكُ القلبَ وتَغْرِزُ سمها هناك ، لقد تدرب القلبُ وأصبح راقصًا جيدا ، علمته تلك الخيبات كيف يرقصُ على موسيقاها ، علمته كيف لا يخونُها يوما معلنًا رقصاته للفرح أو الحبّ أيضًا ...