أن يكون بدلاً عن العصير الكحول، كأس زجاجية كبيرة بها Red wine- أخبرني صديق لي ذات يوم أن أمنيتي لم تكن أبداً أن أشرب الخمر لكنني فقط أحببت شكل الكأس الزجاجية، لهذا اخترت عصير الكرز وملأت الكأس إلى نصفه كما أشاهدهم يفعلون في الأفلام، كان يعتقد أنني مجرد ساذجة وأعتقد أنه كان على حق، فأنا يصيبني الدوار من رائحة العطور القوية فكيف لي أن أحتسي الخمر؟!لا يهم كل هذا، كنتُ أريد أن أشعر بلسعة هواء بحر مرمرة تلك المحببة لي.. فلم أرتدِ چاكيت، فقط بيچامتي الكرتونية الملونة.رفعت الكأس لأعلي لأرتشف قليلاً منها فتساقطت بضعة قطرات على صدري فتركتْ آثاراً كالدماءِ عليه..الغريب أنني نظرتُ الى منظرها وتخيلتها دماءً بالفعل ولم أرتعدْ..دخلتُ غرفتي باحثة عن الشال الصوف لأنني لم أتحمل البرد أكثر من ذلك، لمحتُ نفسي في المرآة وأنا أضع الشال على ذراعي..فزعتُ!باندا منكوشة الشعر إن صح التعبير، كيف نسيتُ أن أزيل مكياچ الأمس.يوجد حول عيني الكثير من الكحل الأسود والماسكرا وروچ مبعثر على شفتيَّ كأن هناك من حاول التهامي!لكنني لم أكترثْ فبعد قليلٍ سأدلف إلى البانيو الممتلئ بالماء الساخن وأضع بداخله آخر Bath bomb معي..خرجتُ إلى الشرفة ثانيةً وأنا مبتسمة، راضية - كقطة صغيرة - عن العالم، أتمنى ألا يحدث أي شيء يُعكر مزاجي في اليوم الأخير لي هنا -وحده الله يعلم- كيف سأترك هذا البلد دون أن أنهار باكية.تذكرت كلمات أمي وهي تُقَبلني مودعةً في المرة الأولى التي سافرت فيها.قطع تفكيري صوت إطار سيارة مسرعة توقفت قبل الفندق بقليل ولكني رأيتها، فُتِح باب السيارة ثم رأيتُ شخصًا يقفز خارجًا منها، لم أعلم أ هو قفز أم هي لفظته خارجها؟!، رأيتُ يدًا تغلق الباب ثم أسرعتْ السيارة هاربة لكن صوتها لم يغطِ على صوت تأوهات ذلك الشخص الذي أدركتُ من صوته أنه رجل.أخطاء الليلة الماضية في اسطنبولسلمى سامح شمس الدينغلاف اسلام مجاهد
رواية حديقة الموت تأليف أحمد المنزلاوي
رواية حديقة الموت بقلم أحمد المنزلاوي (لقد حذرتني أمي من الثقة في الغرباء، لكنني فعلت!)كان ذلك اليوم الأخير من رحلتي في إسطنبول، كانت رحلة صاخبة بحق!استيقظتُ مبكرًا حتى أشاهد الشروق من شرفة غرفتي بالفندق المطلة على بحر مرمرة.أخرجتُ من الثلاجة الصغيرة علبة عصير الكرز ماركة meysu vișne الأشهر في هذا البلد -تمنيتُ