رواية خيوط الهرم

تأليف : هنينغ مانكل

النوعية : روايات

كان ذلك مباشرة بعد الساعة الخامسة من فجر يوم 11 كانون الأول من العام 1989 عندما اخترقت الطائرة أجواء السويد على ارتفاع منخفض فوق منطقة تقع الى الغرب من مدينة موسبي الساحلية كان الضباب كثيفا غير أن الطائرة اقتربت

  بسهولة من أرض الساحل ركض موظفو دائرة أرصاد السواحل وأصحاب المنازل القريبة بسرعة نحو الطائرة لاستطلاع ما حدث تبين أن هذا الطيار قد قام بمثل هذه الرحلة لأكثر من مرة مستخدما ساعته اليدوية وبوصلة فقط أثناء تحليقه بمجرد أن اخترقت الطائرة أجواء السويد حدد الطيار المنطقة بأنها ساحل موسبي ابنعث حينها ضوء قوي من الأرض أشار باتجاه مدينة تريلبوري فأدار الطيار طائرته التي كانت من نوع " بيبر شيروكي " السهلة القيادة نحو الشمال الغربي ثم عاد واستدار مرة أخرى باتجاه الشرق ثم حلق في مسار دقيق غير مرئي فوق خيوط الهرم لـ هنينغ مانكل احدى مناطق سكونة التي تضم عددا قليلا من المنازل كان ذلك مباشرة بعد الساعة الخامسة من فجر يوم 11 كانون الأول من العام 1989 . أحاط الظلام حينها بالطيار الذي اعتاد في كل مرة يخلق ليلا أن يتذكر السنة الأولى من حياته المهنية التي عمل فيها بهذه المهنة لم تفارقه تلك الذكريات رغم مرور أكثر من عشرين عاما عليها , ففيها تعلم كيف يكون طيارا ماهرا قادرا على التحليق الليلي باستخدام أقل قدر من وسائل المساعدة للتخفي ومخادعة الرادارات الأرضية عمل حينها قائدا لطائرة في أحد مكاتب الطيران اليونانية التي كانت تنشط بشكل سري وترسل طائراتها تحت جنح الظلام لتنقل التبوغ من روديسيا الجنوبية خلال فترة تعرضها لحصار سياسي عامي 1966 و 1967 . حلقت الطائرة على ارتفاع منخفض جدا لدرجة أن الطيار لم يجرؤ على انزالها أكثر فكر أن يرجع من دون أن ينفذ المهمة مثلما يحصل في كثير من الأحيان ! فعندما تنعدم الرؤية مثلما هي الآن يصبح الحرص مطلوبا بشكل أكبر لكن فجأة وبالضبط قبل أن يتخذ قراره بالعودة خفت حدة الضباب نظر الى ساعته فخلال دقيقتين سيرى توهج الضوء من الأرض التفت نحو الرجل الجالس على المقعد الوحيد في الكابينة وصاح : دقيقتان فقط ! أضاء الرجل الجالس في الظلام مصباح الجيب بوجه الطيار وهز رأسه موافقا . نظر الطيار أمامه في الظلام وفكر بقيت دقيقة واحدة ثم ظهرت حينها كشافات الضوء التي توهجت على هيئة شكل رباعي بطول ضلع مقداره مئتا متر تقريبا , صاح الطيار للرجل الجالس خلفه في الظلام أن يستعد ثم استدار نحو اليسار واقترب من الشكل الرباعي أحس بالرجل الواقف في الظلام عندما فتح باب الطائرة وضغط على الزر الذي أشعل الضوء الأحمر خلف الكابينة خفض سرعة الطائرة الى أقصى حد , ثم ضغط على الزر الثاني الذي أشعل ضوءا أخضر وشاهد أن الرجل خلفه قد دفع الصهريج المكسو بالمطاط ثم أغلق الباب فتوقف اندفاع الهواء البارد الى داخل الطائرة توجه الطيار بعدها نحو الجنوب الشرقي . ابتسم مزهوا بنفسه لقد وصل الصهريج الآن للأرض في مكان ما بين كشافات الضوء لا بد أن يكون هناك شخص ما قد تسلمه ! سوف تنطفئ الكشافات وسيتم تحميل الصهريج باحدى السيارات .   

شارك الكتاب مع اصدقائك