هذه الرواية مؤلفة من خمسة عشر فصلاً وجيزاً يمكن قراءتها كما لو كانت قصصاً قصيرة مترابطة. هي خمس عشرة لحظة أو خمسة عشر وجهاً أساسيّاً تشكّل موجز سيرة ذاتيّة كتبها موديانو مراهناً على الكثافة، وعلى الإيحاء، مثلما فعل في “سلالة”، التي سبق أن ترجمت في هذه السلسلة. على هذه
الوجوخ والأحداث والمفارقات ما فتئ الكاتب يلقي بصمات خياله الروائيّ، مموهاً هنا، ومضيفاً أو منقصاً هناك، سعي مزيد من الإضاءة. فضيلة هذه الكتابة على التناول التاريخيّ (على أهميته) تكمن في كونها تقدم الحدث وآثار الحدث على النفوس، أي أنها تعنى بتاريخانيته من جهة وببطانته الشورية من جهة أخرى. ما يتجلى هنا هو تاريخ حقبة شكلت بوتقة تجربة الكاتب الإبداعية أو مصهرها، هو الذي قال عن الحرب العالمية الثانية في أحدى محاوراته: (( إنها هي التربة أو كومة السماد التي طلعت منها)).
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.