. حياد تامّ ! أستمرّ بالمشي ، وأنا أشتم الحكومة .. دائماً ما يكون الحقّ على الحكومة ؛ ليس في هذا أي نوع من التجنّي أو الظلم.. سواءً هم أو المخابرات ، أنا وكل المتعوسين نلقي باللوم عليهم ، هذا يريحنا! يا رجل ! إنهم يعرفون كلّ شيء ! من أسرار النفط ، إلى الخدع الإسرائيلية ، إلى التغييرات النيابية، إلى الانقلابات العسكريّة ، إلى اغتيال عرفات ، إلى خفايا المجالس البلديّة ، إلى فضائح الوزراء ، إلى أسرار الأطباق الطائرة ، إلى مشاكل الضفة الغربية ، إلى الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار والسكّري والضّغط ، إلى أفكار الصفقات المسلّحة ، إلى عجائب البورصة ، إلى ما لم ينشر لدرويش والقاسم ومطر وقبّاني ، إلى الأقمار الصناعية الخاصة بالمكتب البيضاوي ، إلى الطابور الخامس ، إلى الحفلات الخيرية ، إلى نشرات الأخبار ، إلى مقاهي الثقافة ، إلى محلات بيع الخضار والفواكه ، إلى جيوشنا المتلفزة ، إلى أغانينا الوطنية ، إلى طربنا الشرقي ، إلى غرف نومنا ، إلى ملاعقنا وصحوننا وورودنا وشوارعنا ، إلى أوراقنا وسياراتنا ومياهنا ، إلى ملابسنا وثيابنا الداخلية التي نرتديها أو المخبأة بقعر الخزانة ! الحكومة ؛ هي رأس الأفعى ، وسبب الكوارث .. على فكرة : بمجرّد أن نلغي الحكومات والوزراء والنواب والبلديّات ، ونستبدلهم بطاقم جديد ليس له علاقة بالوراثة والواسطات ، ونوقف المواطنين عن ضرب الأساتذة والأطبّاء المهملين بأعمالهم ، ونأمر الشرطة بوقف اعتقال الصحفيين والروائيين وإطلاق النار على بعضهم ، ونصلح الحال الاجتماعية فلا أخ يقتله أخوه ، ولا أمّ تتخلّى عن بناتها ، ولا شاب يذبح صديقه ، ولا حوادث سير تكلف الكثير من الأرواح والممتلكات ؛ سيكون بإمكاننا بكلّ سهولة أن نصنع من بلدنا الدّولة المثالية الّتي يحلم بها (أفلاطون) .. ستكون لدينا (يوتوبيا) الخاصة بنا ! لو .. لو استطعنا فعل كلّ هذا !
رواية رجل يكره الاحذية تأليف حسن الحلبي
رواية رجل يكره الاحذية بقلم حسن الحلبي ... (فمي يشتمني) ؛ لا أدري كيف كتبت هذه العبارة ، لكنّ هذا ما حصل .. أقول الحقيقة .. حياتي جحيم ، وضياع ، وبؤس ! مثلاً ؛ أمشي منذ نصف ساعة في الشارع بلا هدف ، لم أفعل شيئاً مفيداً واحداً ، ولم أفعل شيئاً غير مفيد واحداً أيضاً .