في منطقة المتوسط (بدءا بالجزائر ثم في الشرق الأدنى كله) تعقب خلالها العاملين في الظل (من محرضين وإرهابيين وتجار أسلحة ومخدرات وجهات راعية ومخططين ومنفذين ومجرمي حرب فارين)، لكنه شارك هو أيضا في المذبحة عندما رمته حرب البلقان في دورة العنف المروعة. وعلى مدى الرحلة يجوب عابر الليل ذكريات العصور في صحبة الآلهة زوس وأثينا ذات العينين الزرقاوين وآريس المسعور. ينطلق القطار ويبدأ الراوي جملة هائلة أشبه بمناجاة لامتناهية مستكشفا الزمان والمكان، ومستخرجا مثل أثري فسيفساء الحروب المتوسطية حيث يتداخل الجناة والضحايا والأبطال والمجهولون والمرحلون والمرتزقة والشهود والرسامون والأدباء والإنجيليون والشهداء... وهناك أيضا آلهات القدر اللواتي يتحكمن بمصير سيرفين بالذات: انتصار المقاتلة الفلسطينية المتخيلة ومريان الوادعة وستيفاني الحاذقة وساشكا الصامتة. وهل من مشهد يختصر العنف الذي شهده قرن بأكمله أبلغ من قطار يقل ذخائر الموت أو جماعات البشر المساقين إلى حتفهم؟ بعد خمسين عاما على صدور رواية ميشال بوتور "التحول" التي تدور أحداثها داخل قطار، كذلك تقترح زون ماتياس إينار ملحمة جديدة مؤلفة من أربع وعشرين نشيدا وكأنها إلياذة معاصرة يحدوها نفس واحد تتردد فيه جلبة العصور وأهوالها
رواية زون تأليف ماتياس إينار
في ليلة مفصلية، استقل مسافر مثقل بالأسرار القطار متجها من ميلانو إلى روما وفي حوزته زاد ثمين عليه بيعه إلى موفد من الفاتيكان. وإذا سارت الأمور وفق ما يشتهي يستطيع فرنسيس سيرفين ميركوفيتش أن يغير مجرى حياته بعد أن عمل جاسوسا لمدة خمس عشرة سنة