يمتحنني الجفاف، وتنسل من يدي القدرة على مسكِ شذرات الذكريات المُزهرة. أنا مُنهكٌ يا ليلى، مُنهكٌ باختفاء الحُلم، مُسَيْطَرٌ عليّ من قبل الغياب، مُتفرّقٌ من نفاد المادة التي كانت تجمعني، مُتصدّعُ الكيان لاحتضار الرّوح،
منزوع الخاطر ومُلتعجٌ من كوني أصبحتُ غريق الحرمان مما كان يُضيء حياتي أملاً وحظّاً. أخطو ممرّ العادة البشرية وأرفضه، يبدأ الإنسان بإنكار الألم، يغضبُ لتواجده، وفي الأخير يقبله ويمضي قدماً إلى ما ينتظره من مغامراتٍ جديدة، ليُعيد تكرار العادة. أنا سيّء في هذا يا ليلى، لا حاجةَ لي في تقليب الأوراق. الحقيقة تقترب منّي وأنكرها، أغضب لأجل الإنكار، وأثورُ دون قبول، ثمّ تزداد البرودة حولي، ويتضاعف الثقل، وأحمله دون جدال.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.