رواية صوت الحمير بقلم أيمن العتوم .. رواية فلسفيّة ساخرة، بطلُها الحمار (أبو صابر)، يروي الأحداث بلغته، من خلال رفقته للشّيخ (عليّ). الرّواية تُحاول أنْ تُقارن بين الإنسان والحيوان، وتُسفِر من خلال السّرد عن طبائع البشر وصِفاتهم.
تحوّلات الحِمار (أبو صابر) في الرّواية وسيرورة الأحداث تُبرِز مواقفه من المجتمع والحياة، فهي تعرض لفكرة صبر الحمير، وقوّة احتِمالهم، وقُدرتهم البالغة على الفهم والنّظر في الأمور. يتنقّل الحمار (أبو صابر) بين أكثر من مالكٍ في البداية إلى أنْ يستقرّ عند الشّيخ (عليّ) الّذي يكتشف أنّ الحمار يتحدّث بلغةٍ عربيّة فصيحة مُبينة، فيبدأ يقرأ عليه الكتب، ومن هناك تبدأ رحلة الحِمار مع الشّعر والفلسفة والتّاريخ، ومن خلال جولاته مع الشّيخ يتعلّم الكثير، وحينَ يكتشف أنّ للشّيخ ابنةً تركَها وحيدة وعمرها عامان يُساعده في البحث عنها، وخلال رحلة البحث هذه يُقابل أقوامًا كثيرين، ويحاورهم، ويُظهِر ضحالة تفكيرهم وجهلهم، ويطوّف بالشّيخ في قرى الأردنّ من الشّمال إلى الجنوب، فهل تنتهي هذه الرّحلة بأنْ يجد الشّيخ ابنته أم لا؟
حينَ يعودَ مع الشّيخ إلى قريته في الشّمال يكون قد مرضَ ، ويموت عند باب قريته (سُوف) ويُدفَن فيها، وبعد موتِ الشّيخ إلى مالكٍ جديدٍ لكنّه سيِّئ الطّباع، فيهرب منه، ويبدأ حياته الخاصّة به، وهنا يُشكّل حزب الحمير الّذي كان أكبر حزبٍ في المنطقة وأكثرها تنظيمًا، ثُمّ يُؤسّس فرقةً مسرحيّة، وبعدها يُقدّم برنامجًا إذاعيًّا يجذب المُستمعين من أنحاء العالَم كافّة، ويُميط اللّثام فيه عن الخالدين من الحمير في التّاريخ، وذلك الصّنف الّذي علّم الحِكة للحُكماء، والفلسفة للفلاسفة. ثُمّ يُسافر الحمار إلى أمريكا ويقود الحملة الانتِخابيّة للمرّشح الدّيمقراطيّ، وتنتهي الحلمة بفوز الرّئيس بسبب خِطابات الحمار البليغة.
كما تعرض الرّواية من خلال بطلها الاستِثنائيّ هذا قضيّة أَكْل لَحْم الحمير، وبَيْع حليبها الّذي يكاد يُؤدّي إلى انقراض جنس الحمير، ويلتقي في النّهاية بأحد تلاميذ الشّيخ عليّ، ويُملي عليه فلسفته في الحياة، وحينَ ينتهي كتاب الفلسفة الحمارية، تنتهي رحلة الحمار، ويموتُ راضِيًا عن نفسه وعن الخدمات الجليلة الّتي قدّمها للجنس البشريّ.