رواية في تلك الليلة بقلم وائل لاشين .. في تلك الليلة تلتقط أذناها صوت نشيج مكتوم، ترهف السمع فتدرك أنه قادم من ركن الغرفة، تعتدل وتتلفت حولها يمنة ويسرة تبصر في ظلام الغرفة الدامس، وميضًا متقطعًا وعينين تنظران إليها، تطلق شهقة فزع تكتمها بكفها الأيمن الذي اعتصر وجهها فزعًا، تستجمع قواها وتدلي قدميها وتنهض لتقترب من هذا الوجه لترى (نوح)، يجلس متكورًا بجانب الدولاب محتضنًا ركبتيه بذراعيه المتشابكتين، منكمشًا كالجنين لا يظهر منه سوى عينين حمراوين وجبين متعرق، يهتز وكأنه يجلس على أرضٍ مرتعشةٍ، وتلك الومضات التي تُشبِه ضوءَ الشمس تتتابع على وجهه مما زاد الوضع رعبًا، توقف الاهتزاز فجأة وكذلك الومضات، وحلت ابتسامة على وجهه واختفى الفزع عنه تدريجيًا، ابتعدت ببطء دون أن ترفع عينيها الجاحظتين عنه، تحسّست بيدها حائط الغرفة حتى وصلت لأحد الأزرار لتضغطه بكل قوتها فيغمر الضوء الغرفة ويصرخ نوح في فزع.. ويختفي