رواية في فمي لؤلؤة بقلم ميسون صقر ....تتناول رواية ميسون صقر "في فمي لؤلؤة"، الصادرة حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية، عالم صيد اللؤلؤ وحياة الغواصين على مراكب الصيد، وترصد المفارقة ما بين بريق اللؤلؤ الذي يشع من أعناق النساء وظلمة المغاصات وبؤس حياة جالبيه.لا تكتفي الرواية بحياة البحر لتوثّق تواريخ الغوص وطقوسه فقط، بل
تقدم رؤية لحياة الإمارات خلال زمن صيد اللؤلؤ في خيوط سرد متوازية، فتنتقل بين الحصون ومزارع الإبل ومناطق البدو ومدن الصيد وخيام الغواصين وجبال الشحوح، وتحتفي بخصوصية كل مجموعة، وتقدم بين ثنايا القصة المتخيلة شخصيات وأحداثًا من الواقع تصل إلى حد التأريخ في بعض المواضع.وتقول ميسون صقر إن كتابة هذه الرواية استغرقت 7 سنوات من المغامرة اللغوية، والقراءة، الغوص في الذات وتحولات المنطقة، والبحث المضني في أرشيفات البحر والأساطير ورحلات الغوص والمواويل البحرية والشعر الشعبي المتعلق بجماليات اللؤلؤ، وكذلك ملاحقة مراحل صعود وانهيار تجارة اللؤلؤ على يد المخترع الياباني «ميكوموتو» الذي ارتدت الممثلة المنتحرة مارلين مونرو إحدى قلائده الصناعية، وهي الممثلة التي تظهر على غلاف الرواية بالقلادة ذاتها، إمعانًا ربما من ميسون، التي صممت بنفسها الغلاف، في تفكيك العلاقة المعقدة بين الأصيل (المنسي) وبين الزائف (الحاضر).وتضيف: بدأت أبحث عن سحر وتأثير اللؤلؤ في المدونات القديمة، ووجدت أن كليوباترا نزعت قرطها، وسحقت اللؤلؤة الكبيرة التي تزينه، ثم أفرغت المسحوق في قدح نبيذ، وشربته أمام أنطونيو، وفيما بعد، قدم قرطها الثاني الذي تم إنقاذه، قربانًا لتمثال الإله فينوس في الإمبراطورية الرومانية، حيث يعد اللؤلؤ من أقدس الأحجار الكريمة.وتلاحظ ميسون صقر وهي كاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية إماراتية تقيم في القاهرة، أن هناك حكايات كثيرة صيغت وأُلفت حول اللؤلؤ، ولكن أهم اللآلئ هي تلك التي خرجت من سواحل الخليج، وساحل الإمارات تحديدًا، وهي اللآلئ التي زينت عنق الممثلة المعروفة إليزابيث تايلور، كما زينت عمائم مهراجات الهند.وتؤكد أن المغفور له الشيخ زايد آل نهيان كان أهدى عقدًا من اللؤلؤ المحلي لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، كما أن عقدًا كان اسمه «كمزار» بيع في زمن تصديره بمئة روبية، ووصل سعره بعد سنوات طويلة إلى ملايين الدولارات.وتوضح ميسون أن معظم الحكايات حامت والتصقت بالقيمة المادية والمعنوية لعنصر اللؤلؤ، ولكن لم يتطرق أحد لمعاناة الإنسان الذي أخرج هذه الجوهرة من أعماق البحر، ومن هنا - كما تقول - أتت هذه الرواية كي تفصح عن مغامرات وعذابات وأفراح وأتراح هؤلاء الغواصين الذين نسيهم الجميع، وذابت أرواحهم في قيعان التعب، كما نسى المؤرخون المراكب التي ذهبت إلى أقاصي الحلم ولم تعد، ونسوا التاريخ الذي نعتز به في دواخلنا كأناس معنيين، وبشكل جذري، برحلات الغوص وبمعاناة الرجال الذين تقبل البحر جثامينهم من دون اعتراض.وقالت ميسون صقر إنها وزعت زمن روايتها "في فمي لؤلؤة" التي تضم 600 صفحة من القطع المتوسط، على عالمين، وهما العالم الأصلي المتعلِق بالصيد والغوص والرحلات والأذى الحسي والنفسي الذي يطارد الغواصين، ثم العالم الثاني وهو العالم الافتراضي الوهمي الذي يعيشه الأثرياء والفنانون الذين يقتنون اللؤلؤ وتلاحقهم لعناته الخفية.