"على الرغم من شدة الصعوبات التي يواجهها الناس، فهم سيتحلون دائمًا بالقوة للتغلب عليها، لأن الأمر يتطلب الشجاعة فقط، وإذا أمكن للكرسي تغيير مفاهيم شخص ما، فمن الواضح أن له هدفًا ساميًا"

اسم الرواية: قبل أن تبرد القهوة ج١
بقلم الكاتب: توشيكازو كواغوشي
عدد الصفحات: ٢٥٤
تقيمي الشخصي: ٥/٥

تدور أحداث الرواية في مقهى صغير ومغمور في العاصمة اليابانية طوكيو، يملك مقهى فينكولي فينكولا رجلٌ بسيط يُدعى ناغاري، تساعده في إدارة المقهى زوجته كي، وابنة عمه كازو.

يُشاع عن هذا المقهى أنه إذا جلس شخص على كرسي معين فيه يمكنه أن يسافر عبر الزمن سواء للماضي أو المستقبل، ولكن هناك الكثير جدًا من القواعد المزعجة التي تردع أي شخص يود السفر عبر الزمن عن مُرادِه، وأهمها أن الحاضر لن يتغير مهما فعلت، وستتعرفون على باقي القواعد حال ما قرأتم الرواية.

تُناقش الرواية الكثير من القضايا السامية من خلال عدة قصص مرتبطة ببعضها ارتباطًا وثيقًا:

القصة الأولى، وتناقش قضايا: "الخوف من الرفض، والخوف من التعبير عن المشاعر"

تدور القصة حول فوميكو وغورو، لم تعبر فوميكو لغورو عن مشاعرها أبدًا، لذا ظن غورو أنها لا تريده، فتركها وذهب، تندم فوميكو على عدم البوح عمّا بداخلها، وتقرر السفر عبر الزمن لتخبر غورو بكل شئ.


القصة الثانية، تناقش قضايا: "الإصرار والعزيمة على ما نريد ، ومساعدة الأشخاص الذين نحبهم حقًا مهما كلفنا الأمر".

تدور القصة حول الزوجان كوتاكي وفوساغي، تعمل كوتاكي كممرضة، وقد بدأ مرض الزهايمر يسيطر على زوجها تمامًا، حتى نسي من تكون زوجته، تقرر كوتاكي البقاء معه كونها ممرضة لتساعده، وفضلت عدم إخباره أنها زوجته، يطرأ أمرٌ ما، فتقرر كوتاكي السفر إلى الماضي؛ لتستوضح من زوجها ذلك الأمر.

القصة الثالثة، وتناقش قضية:" تقدير الأشخاص الذين نحب، ربما نفقدهم قريبًا".

هيراي، الشابة المتحررة التي ترفض القيود، هربت من عائلتها وهي في الثالثة والعشرين، وها هي الآن لم تلتقهم منذ ١٣ عامًا، لم تفقد كومي أخت هيراي الأمل في أن ترجع أختها إليهم، لذا كانت تزور هيراي باستمرار، وترفض الأخيرة مقابلتها، وفي آخر مرة وكعادة هيراي، تأتي كومي ولا تقابلها، وفي طريق العودة إلى المنزل، يحدث حادث مفزع لكومي وتموت، فتقرر هيراي السفر عبر الزمن لزيارة أختها.

القصة الربعة والأخيرة في هذا الجزء، وتناقش: "الإيثار وتحمل عواقب أفعالنا"

كي، ولدت هذه الشابة الجميلة بقلب ضعيف، تمنت أن تكون يومًا ما أمًا، ولكن حذرها الأطباء من خطر ذلك على صحتها وصحة الطفل، ولكن كي لم تبال، حملت كي وضعف جسدها، لذلك تقرر كي السفر عبر الزمن؛ لتتفقد صحة طفلها.

علمتني هذه الرواية أن أواجه مخاوفي، وأن أقدر الوقت والأشخاص أكثر، والأهم أن أعلم تمام العلم أن ما حدث في الماضي لن يتغير مهما حاولت، وأن المستقبل في علم الغيب لا يعلمه إلا الله، لامست الرواية أشياء كثيرة بداخلي، حركت بي مشاعر الغضب والحب والحزن.

يوجد فقط عيوب بسيطة، كبعض الكلمات السيئة، والأشياء الغير مناسبة، ولكنها جدُ قليلة.

ملاحظة: هناك ثلاثة أجزاء أخرى للرواية.

في النهاية، عشت مع هذه الرواية لحظات لا تُنسى، أشكر كواغوشي على هذه التحفة، وكل أبطال الرواية؛ لأنهم كانوا أصدقاء أوفياء.


كتبت المراجعة بقلم الكاتبة: مريم محمد سرور الخواص.

دُمتم خير قُرّاء.