رواية قمر  بقلم مصطفى المفتي .. من بين حارات الطفولة ومقاعد الدراسة تنقّل الكاتب بطريقة مبدعة جذابة إلى العالم الأكبر حيث الجامعة وقصة حب يزن لسارة ذاك الحب الأوحد الذي عاهد البطل نفسه أن يكون خالدًا في قلبه. وكأي شاب سيحلم باللقاء والارتباط بمن يحب، كان يزن يسعى جاهدًا لأن يظفر بسارة ولكن القدر لم يكتب له لقاءً، بل كان الفراق هو الحاضر بينما القلوب لم تفترق.. لم يكن ذاك الفراق ما حطم قلب يزن فقط، بل تزامن مع اشتعال شرارة الثورة التي التهمت بنيرانها كل المدن السورية دون رحمة، تغيّب يزن عن مشهد الحرب والقتال ليعاني من ظلمة الاعتقال سرد خلالها الكاتب ماعاناه أغلب الشباب السوري من همجية الاعتقال غير المبرر بذنب أو بدون ذنب لينشد قلبه الحرية بين القضبان وتعفن الجدران آملًا بلقاء أهله ومدينته، لكن الحرية التي نالها بعد قرابة العام كانت ترتدي ثوب الموت بجميع ألوانه ليفجع بفراق أقرب الناس إليه، وليس ذلك فحسب بل بدمار حي الطفولة واندثار الذكريات مع أصحابها.. أحداث حاسمة تشد القارئ ليجد نفسه مع البطل في كل موقف، ولسان حاله يقول: لقد عشت هذه الأيام بحذافيرها ...