رواية كرة الثلج بقلم عاطف أبو سيف..في "كرة الثلج" نجد صوت ليلى في ثنايا الرواية حيث أفرد لها صفحات تتحدث عن نفسها، لكني أجد أن أبو سيف لم يسمعنا صوتها بشكل كافٍ وطغت أنانيته الروائية على الكتاب، ولا أعرف إن كان يغفر له أنه – ربما – أراد استخدام ليلى/ الآخر مرآة له/ الأنا ووسيلة يطرح من خلالها أسئلته الفلسفية والوجودية والحياتية أيضاً.
يتجلى التجريب الشكلي أيضاً في استخدامه وتقسيمه الرواية إلى عناوين مختلفة سواء رئيسية أو فرعية، ثم صياغاته المختلفة أحياناً للحدث نفسه – نجد مثل هذا روايته الأولى – وكذلك استخدامه للأرقام اللاتينية والعلاقات الترقيمية مثل #، /، *، وتندفع شهوة التجريب إلى أقصاها – حدّ العبثية – في الصفحة الأخيرة حيث تندمج الحروف لتكون كلمات بلا معنى – ربما من وجهة نظرنا فقط – حتى نشك أن الأمر ناجم عن خطأ مطبعي لولا نفي المؤلف لنا شخصياً ذلك. هذه القصدية من المؤلف في كتابة كلمات تبدو لنا بلا معنى، إضافةً إلى تأكيده أنها تحمل معنىً باطنياً يفهمه شخصياً. كل ذلك يضعنا وجهاً لوجه أمام مشكلة التواصل اللغوي في عالم مجنون: هل لو قرأنا الكلمات سنفهما على المستوى النفسي دون العقلي؟ أي هل ستصبح معادلاً موضوعياً لما يريد الروائي إيصاله؟ ترى هل أمنية أبو سيف هنا تشبه أمنية الشاعر الإنجليزي إليوت حين تمنى أن يفهم القارئ غير المثقف قصيدته المعقدة "الأرض اليباب" دون الرجوع إلى إشاراته الثقافية الكثيرة وذلك بالاعتماد فقط على إحساسه الداخلي.