رواية مدينة العميان بقلم رضا سليمان .. فى زمن ما، لجأ عدد من أفراد طبقة الـ "كورابيتور" إلى رجال الدين يسألونهم العون فى مواجهة طغيان "الإلكتى"، وكان رجال الدين دائما ما يتحدثون لأبناء الـ "كورابيتور" بضرورة الرضوخ، والقناعة، والإيمان بأن الغنى والفقر، والرفاهية والذل، كلها أمور مكتوبة فى اللوح المحفوظ، فلما سألوهم مطالبة "الإلكتى" بزيادة الأجور، وإتاحة جزء ولو يسير من الرفاهية لأبناء الـ "كورابيتور"، امتعض رجال الدين حتى تأرجحت لحاهم فوق صدورهم وأنتّْ عليها الصلبان، وعاد بعضهم يُذكِّر بأن القناعة بما هو متاح عبادة وتقرب إلى الله، والرفض تمرد، وسوف يحلُّ غضب الرب على الرافضة، كما حل من قبل بالذين اعتدوا على ما هو محرم يوم السبت فقيل لهم "كونوا قردة خاسئين" فكانوا قردة. وهنا عاد أصحاب السؤال راضين، خانعين، مقتنعين تمام الاقتناع بأن مصطلح الـ "كورابيتور" هو تعبير دقيق عن طبقتهم بتأكيد من رجال الدين.