رواية مذكرات الجرذان الغريقة

رواية مذكرات الجرذان الغريقة

تأليف : وائل رداد

النوعية : روايات

حفظ تقييم

عشنا أربعتنا في غرفة ضيقة نوعا, ذات سقف مهمته في الشتاء أن يعمل كمصفاة لماء المطر الذي تتلقاه الأوعية والأواني الموزعة بعناية, أجّرتنا إياها أرملة بدينة في الأربعينات من عمرها.. كانت سيدة باردة ذات لسان سليط,

لكنها لم ترفع من قيمة الإيجار علينا لحسن حظنا.. ثم أتت النيران فالتهمت كل شيء.. الأغراض.. الغرف.. البناية.. وحتى السيدة (عفاف) البدينة ذات اللسان السليط! كنا نتأمل المنظر بوجوه كالحة, رجال الإطفاء بمعداتهم القديمة ووصولهم المتأخر لم يفلحوا في إنقاذ شيء, ولم يتحرك أحد لنجدة الأرملة البائسة لضراوة الحريق الذي وقع بإهمال منها كما علمنا لاحقا.. اجتمعنا في المقهى على منضدة دائرية صغيرة كي نفكر في حل للمشكلة التي وجدنا أنفسنا بها.. - "نرحل.." قالها (سوار) بعد صمت مقبض, فأومأ (كهف) برأسه مؤيدا وهو يعقب واجما: - لا مناص, لا يوجد حل آخر.. في حين اكتفى (خربق) بالصمت كدأبه فصنعت مثله, فقد كنت أثق برأيهما وأعتبره الفيصل, لم يكن يثق بأحكامه الشخصية كثيرا عندما كنا معا لذا كان رأيه من رأيي..

عشنا أربعتنا في غرفة ضيقة نوعا, ذات سقف مهمته في الشتاء أن يعمل كمصفاة لماء المطر الذي تتلقاه الأوعية والأواني الموزعة بعناية, أجّرتنا إياها أرملة بدينة في الأربعينات من عمرها.. كانت سيدة باردة ذات لسان سليط,

لكنها لم ترفع من قيمة الإيجار علينا لحسن حظنا.. ثم أتت النيران فالتهمت كل شيء.. الأغراض.. الغرف.. البناية.. وحتى السيدة (عفاف) البدينة ذات اللسان السليط! كنا نتأمل المنظر بوجوه كالحة, رجال الإطفاء بمعداتهم القديمة ووصولهم المتأخر لم يفلحوا في إنقاذ شيء, ولم يتحرك أحد لنجدة الأرملة البائسة لضراوة الحريق الذي وقع بإهمال منها كما علمنا لاحقا.. اجتمعنا في المقهى على منضدة دائرية صغيرة كي نفكر في حل للمشكلة التي وجدنا أنفسنا بها.. - "نرحل.." قالها (سوار) بعد صمت مقبض, فأومأ (كهف) برأسه مؤيدا وهو يعقب واجما: - لا مناص, لا يوجد حل آخر.. في حين اكتفى (خربق) بالصمت كدأبه فصنعت مثله, فقد كنت أثق برأيهما وأعتبره الفيصل, لم يكن يثق بأحكامه الشخصية كثيرا عندما كنا معا لذا كان رأيه من رأيي..

روائي وسيناريست ورسام أردني الجنسية، فلسطيني الأصل تدور غالبية أعماله عن الدهاليز النفسية لشخوص رواياته المتسمة بالغموض، وأحيانا تنتابها الكثير من الهلاوس السمعية والبصرية، في أجواء أقرب للرعب والغموض أو الخيال العلمي ويعد من أوائل وأهم أدباء الأردن وفلسطين في الرعب والجريمة والخيال العلمي فاز في مسابقات أيام الشارقة المسرحية في التأليف المسرحي عن مسرحيات سقوط الملاك الأخير الرجل الذي قتل أبو زيد الهلالي ديستوبيا فاز في مسابقات أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لثقافة الطفل العربي عن قصة دموع الجسد الصغير
روائي وسيناريست ورسام أردني الجنسية، فلسطيني الأصل تدور غالبية أعماله عن الدهاليز النفسية لشخوص رواياته المتسمة بالغموض، وأحيانا تنتابها الكثير من الهلاوس السمعية والبصرية، في أجواء أقرب للرعب والغموض أو الخيال العلمي ويعد من أوائل وأهم أدباء الأردن وفلسطين في الرعب والجريمة والخيال العلمي فاز في مسابقات أيام الشارقة المسرحية في التأليف المسرحي عن مسرحيات سقوط الملاك الأخير الرجل الذي قتل أبو زيد الهلالي ديستوبيا فاز في مسابقات أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لثقافة الطفل العربي عن قصة دموع الجسد الصغير