ليس في الكتاب آخر اليهود، ولا أول اليهود! فالكتاب هذا ليس تاريخاً لليهود، بالمعنى الحرْفي للكلمة، ولا بحثاً إجتماعياً أو سياسياً في شخصية اليهودي. إنه تنقيب في الأبعاد الخفية، أو ما يعتبرها المفكر الفرنسي: اليهودي الأصل جاك دريدا "1930- 2004" كذلك، ومساءلة
عما لم يُسمَّ في اليهودي كما ينبغي، من موقعه كتفكيكي. إنه سؤال في الإسم، وفي التعريف، وفي الصورة الداخلية، وما يمكن القيام به، ربما لمنح اليهودي الصورة التي تدرجه في خانة تاريخ أبعد من كونها إيديولوجية، أو حتى دعائية. وذلك بإعتماد طريقة عرِف بها دريدا، ناسباً إلى نفسه هذه الصفة؛ آخر اليهود، ومن موقع المدرك لحقيقة تخص اليهود عموماً، وهي مهمة صعبة، شاقة، شائكة، وممتعة في الوقت نفسه، حيث تتداخل لغات، ورموز، وعلامات، ومناقشات، لتصحيح مسار القراءة القائم / المتداول، وما في ذلك من جرأة تحدّ بالمقابل.وما يترتب على هذا التحدي من ردود أفعال، وحتى سجالات تخص كتاباً له بهذا الإسم، إلى جانب العديد مما أثاره من أفكار في كتبه الأخرى "وما أكثرها" ومقابلات، ومقالاته. كتاب يدعو محتواه قارئه إلى إعتماد حوار مفتوح، لا ينتهي، مع بنيته، وهذا يمنحه بُعداً جمالياً، وإثارة فكرية، على أكثر من صعيد، وفي أكثر من إتجاه!.