كتاب أسماء غريب، أديبة وناقدة وعارفة بالله .. د أسماء غريب، الأديبة الدارسة للقانون واللاهوت والفلسفة والتاريخ، المهووسة بالحرف والقانتة في محرابه، تنثر عبق المحبة والعشق، وتنشر عبير السلام والوئام، المسكونة بهمّ النقطة والسؤال، الآتية من رحم البراءة والفطرة والتجرّد، اللابسة خرقة المعرفة والعرفان، المدثرة بجبّة الريشة والألوان، المبحرة في محيط النون والقلم، تكتب ببراءة الطفولة وحكمة الشيوخ، تسافر نحو المجرّات والأفلاك، تزرع الكلمات بقلب صاف فتلتقطها عين الروح، شأنها شأن أهل الحرف الأكبر والسرّ الأبهر، أهل التسبيح والتقديس، أهل الصمت والإفهام، تكتب بقلم القلب وحبر الروح، وترسم بعمق الوجدان وعين الجمال، فتعرج كلماتها وألوانها نحو الملكوت الأعلى وتنزل غيثا لدُنيّا نديّا . د أسماء غريب المسافرة من بيت القصيد نحو البيت المعمور، بحرقة الوصل ورغبة الوصال، في حرفها قلق السؤال وألق الجواب، حوارها مع الذات في شموخ وشمول، بين ترميز وتشكيل وتفصيل، بحرف مُضمّخ بعطر المحبة والوئام، معطر بطين وادي" الشعبة" ودار السلام، نقطتها خميرة معنى صَفِيّ سامق، وحرفها خميلة فكر نقي شاهق، من دفقة العشق وشهقة الغرام، تزهر وردا معطرا في محارة الفؤاد، وتشعل قناديل هي لغة الإنبعاث في ودعات الوجدان، بوحها يشع بالفرح والسلام والهدوء والبشرى، شفافة روحها ككوكب دري، مربوطة بالحرف والنقطة بحبل سري، نقي قلبها كحليب البدايات، مشع حرفها كجدائل الشمس، جميل إبداعها كإشراقات صباحات العيد، رائع انفتاحها كروعة البحر المحيط، مؤمنة كونية، وعارفة عالمة، " خيميائية عارفة بأسرار الحرف والحبر والنون، بعيدة عن المُسيّس والمُمذهب، تحمل في طيات إبداعها رسالة فكرية وقيميّة، وقليل هم الأدباء اليوم الذين يحملون رسالة للعالم، رسالتها تتلخص في المحبة والسلام والتعايش، رسالتها للإنسان أن يفهم نفسه أولا، ويعي معنى وجوده وأهدافه الحقيقية في هذه الحياة، وهي بذلك سائرة على درب إخوتها في النور والرسالات، العابرين بالروح من غياهب الظلمات والضياع إلى فراديس النور والحبور، حيث الحب وحده المخلّص، "والمحبّة وحدها تحرك الشمس وباقي الكواكب فهي إذن مبدعة رسالية من أهل الإشراق والكشف والعرفان، أهل الحرف الأكبر والبرهان.