أحاول دائما أن أتجنب استخدام هذه الجملة «ألم أقل لكم؟».
لا أحب هذه الجملة أبدا، لكن هذا الكتاب ليس له هدف أكثر من أن أقول لك هذه الجملة هذه فصول مكتوبة منذ صباح اليوم التالي على رحيل مبارك، لعل كل ما فيها يذكرك بأن مصر لا تسمع الكلام.. إلا متأخرا، هذا إن سمعَتْه! فلما تتوالى الأزمات وتقتم الصورة ويعقم الخيال ويرتبك العقل ـ إن اشتغل ـ ينتظر الناس أن يتكلم المفكرون والمحللون. وحين يتكلمون لا يسمع ولا يستوعب ولا يعمل المجتمع بآرائهم في الغالب.لهذا يكون طبيعيا جدا ساعتها أن يأتي كتابي هذا لأسمعكم الجملة التي لا أحب أن أسمعها، بينما من الواضح أنني أتوق لترديدها «ألم أقل لكم؟».