كتاب أهكذا تكون الصداقة يا قوم؟

كتاب أهكذا تكون الصداقة يا قوم؟

تأليف : أحمد علي سليمان عبد الرحيم

النوعية : الشعر

كتاب أهكذا تكون الصداقة يا قوم؟ بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (روى الترمذي (والحديث صحيح) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المسلم أخ المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله ، كل المسلم على المسلم حرام ، عرضُه وماله ودمُه ، التقوى ها هنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (رواه مسلم) ، فأخوة الإيمان فوق أخوة النسب ، وفوق أخوة القبيلة والعشيرة ، وفوق أخوة الوطن وفوق كل الأخوات الأرضية! تسمو على جميع الوشائج والعلائق. قال النبي صلى الله عليه وسلم «إنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًاً لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ». (رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا ، مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا ، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ». رواه أبو داود. إن مثل هذه الأقوال كان يجب أن يكون لها أكبر الأثر ، على سلوكيات مَن يعلمونها ، ويدعون الناس إليها ، ويحملونهم على العمل في الحياة بمقتضاها. ولكن للأسف الشديد ، إن أبعد الناس عن ذلك النور النبوي ، هم أغلب دعاة اليوم من الذين يحققون ويدققون ويخرجون هذه الأحاديث إلا من عصم الله. والسعيد من أسعده الله بطاعته وطاعة نبيه - صلى الله عليه وسلم -. والشقي الغوي من أشقاه الله بمعصيته التي منها وأحد صورها خذلان المسلمين. والخذلان نقمة كبيرة ، لا يشعر بخطرها إلا من خذله صديقه ، ووجد منه ما كان يحذره من عدوه. والمال وراء أغلب شهوات الخذلان ودوافع النفاق وعذابات الرياء ومحن الخيانة. ولقد يقدم المنافق أحد أصفيائه لقمة سائغة لعدوهما بُغية أن يَسلم الأول من كيد من يشك في حدوثه مستقبلاً ، معطياً من هذا المنطلق الحقير المرذول لنفسه حق الاجتهاد ، وخاب وخسر! لأن المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه.)