كتاب بردة أم المؤمنين عائشة تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. فداكِ أبي وأمي ونفسي يا ابنة الصِدّيق! (بُردة عائشة – معارضة لقصيدة الدكتور عائض القرني) (لقد قرأتُ الكثير عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر – رضي الله عنهما -! سواءً في ذلك لكُتاب من الأقدمين الغابرين أو من الحاضرين المعاصرين: نثراً وشعراً! حتى كانت بُردة الدكتور الشاعر عائض القرني عن عائشة بنت أبي بكر – رضي الله عنهما - ، فتواصلتُ معه وأرسل لي بعض أبياتها والتمستها كاملة ، وطالعتُها في نهم وشوق وتوأدة ، فألفيتُها مُعلقة مُذهبة حَولية مِيمية من عيون شعر العرب في الانتصار لأم المؤمنين عائشة! ولفرط إعجابي بها رأيتُ أن أعارضها ، ووعدتُ الدكتور بذلك! والحقيقة أننا أمام امرأةٍ عظيمةٍ ذاتِ مناقبَ وسجايا ، يعجز عن الإتيان بها الرجال! ونحن ننتصر لأمهاتنا في النسب ممن ينال منهن بحق أو بغير حق! فما بالنا لا ننتصر بالحق المحض لأمهاتنا في العقيدة والتوحيد؟ وخاصة إن كنا أمام واحدةٍ من النساء قد عقمتْ أرحامُ النساء في القديم والحديث عن أن تلد مثلها! امرأة بقامة عائشة بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – جيرة بالدفاع عنها اليوم وأمس وغداً ضد الحملة المسعورة الملعونة التي تنال منها بالباطل! ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كل من نال منها بالباطل! إننا أمام امرأةٍ ذاتِ مناقبَ وفضائلَ لا نكاد نجدها مجتمعة في امرأة مثلها! فمن فضائل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ومناقب حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: 1 - أنها أمُّ المؤمنينَ أمُّ عبدِ الله: عائشةُ بنتُ الإمام الصِّدِّيق الأكْبر ، خليفةِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبِي بَكْرٍ عبدِ الله بنِ أبي قُحَافةَ عثمانَ بنِ عامرِ بن عمرو بن كعْب بن سعْد بن تَيْم بن مُرَّة ، بن كعْب بن لُؤيٍّ ; القرشيَّة التيميَّة ، المكيَّة ، النبويَّة ، أم المؤمنين ، زَوْجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفْقَه نِساءِ الأُمَّة على الإطلاق. وأمُّها هي: أُمُّ رُومانَ بنتُ عامرِ بن عُوَيمر ، بن عبدِ شمْس ، بن عتاب ابن أُذينة الكِنانية. وعلى هذا تكون عائشة بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – في الذؤابة من حيث النسب العريق العظيم! هاجَر بعائشةَ أبواها ، وتزوَّجها نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل مُهاجرِه بعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُوَيلد – رضي الله عنها - ، وذلك قبلَ الهِجرة ببضعة عشَرَ شهرًا ، وقيل: بعامين ، ودخَل بها في شوَّال سَنةَ اثنتين مُنصرفَه - عليه الصلاة والسلام - مِن غزوةِ بدر ، وهي ابنةُ تِسْع ، فرَوَتْ عنه عِلمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ، وعن أبيها ، وعن عمر ، وفاطمة ، وسعْد ، وحمْزَة بن عمرو الأسْلمي ، وجُدَامَةَ بنتِ وهْب. 2- حُبُّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها: فلقد اختارَها الله لنبيِّه ، حيثُ رآها في المنام ، كما جاء في الصحيحَيْن - واللَّفْظ لمسلِم - عن عائشةَ قالتْ: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (أُريتكِ في المنام ثلاثَ ليالٍ ، جاءَني بكِ المَلَك في سَرَقةٍ (قطعة) مِن حريرٍ ، فيقول: هذه امرأتُك ، فأَكْشِف عن وجْهِكِ ، فإذا أنتِ هي ، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عندَ الله يُمضِه). وعن عمرِو بن العاص - رضي الله عنه - قال: بعَثَني رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جيشِ ذاتِ السلاسل ، قال: فأتيتُه قال: قلتُ: يا رسولَ الله ، أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: (عائشة) ، قال: قلت: فمِن الرِّجال؟ قال: (أبوها إذًا) ، قال: قلت: ثُمَّ مَن؟ قال: (عمر) ، قال: فعدَّ رِجالاً ؛ أخرجه الشيخان.